مجدى أحمد على

طرائف السلفيين

الأربعاء، 18 يوليو 2012 11:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تزايدت فى الآونة الأخيرة طرائف من ينسبون أنفسهم إلى التيار السلفى وتجلت محاولات الاستذكاء على الشعب وحتى على النخبة لدرجة تبعث على الضحك الذى هو كالبكاء الذى ذكره المتنبى عندما قال: أغاية الدين أن تحفوا شواربكم.
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
فإذا تأملنا كم المراوغة فى الإجابة عن أسئلة الإعلام والصحافة بحيث يتم تسريب الأفكار بشكل خفى لا يصدم جمهور البسطاء ولا يلزمهم بأى موقف من حلفائهم، وإذا تجاوزنا عن نفاق هؤلاء الحلفاء انتظارا لغنيمة المناصب فى الوزارة القادمة ونفاق وزير الداخلية الذى يشجعهم على القتل طالما سبقته «النصيحة»، وحتى إذا غفرنا لبعضهم اللجوء إلى الكذب على الله وعلى سلطات التحقيق من أجل الإفلات من الجريمة فى حوادث القتل للشاب البرىء بالسويس وعملية التجميل فى وجه النائب المحترم.. والفعل الفاضح لنائب أكثر احتراما وتخليه عن ضحيته دلالة على «استقامته» الأخلاقية ونزاهته وجميل تدينه والتزامه، إذا تجاوزنا عن كل هذه الأحداث التى هى - طبعا - من قبيل الحملة الشرسة على الدين نفسه لأنهم يدعون أنهم يمثلونه مباشرة، أو أنها حملة انتقائية تختار النماذج السيئة ولا تنظر إلى الإيجابيات الهائلة فى سلوك مجموع الحركة التى تتجلى ميزتها الرئيسية فى أنها أوقفت إعمال عقول منتسبيها اكتفاء باجتهاد السلف والتابعين فى زمن غير الزمن ومكان غير المكان إذا تجاوزنا ذلك، فإن الصحافة تخبرنا بأعجب الطرائف.
زعيم سلفى يجتمع مع السفيرة الأمريكية ويصرح بعدها أن عدم موافقتهم على تولى الأقباط والنساء للمناصب الكبرى سببه أنهم ضد الطائفية!! أهم الذين يدعون ذلك!! وليس هناك أى مانع شرعى أو فقهى أو دينى من وجهة نظرهم.. هل هذه سخرية من الناس أو استهانة بعقولهم أو هى من قبيل إسماع من يريد ما يريد لأن التقية تبيح ذلك والتمكين يتطلب أحط الوسائل وأبعدها عن الصدق.
يستبدلون فى لجنة صياغة الدستور شعارهم الذى كان وراء كل أعمال العنف والقتل الانتحارى «إن الحكم إلا لله» بشعار آخر يشى بكراهيتهم الشديدة لسلطة الناس وحقهم فى تقرير مصيرهم.. شعار: «السيادة لله وحده».. الذى هو ابتزاز باسمه جل شأنه من أجل مصادرة حقوق الناس أن الإخوة سوف يكونون هم المسؤولين عن تحقيق السيادة لله على طريقتهم ومنهجهم.
يتحدثون عن «شورية» الدولة والتى تعنى العداء للديمقراطية بتفسيرهم لكلمتين، يفعلون ذلك تحت دعاوى «لغوية» وعلى الناس أن تصدق!!
يتحدثون عن مرجعية الأزهر الذى ينوون اقتحامه والسيطرة عليه إنهاء لدوره الوسطى التاريخى عبر الدعوة إلى «انتخابات» داخل هذه المؤسسة العلمية الرصينة لتحويله إلى «مجلس تشخيص النظام» وإلى دولة مؤسسية كاملة فوق كل مؤسسات الدولة وهى أول لبنات بناء دولة دينية غاشمة وقاهرة لمواطنيها.
المرء يصاب بالدهشة حين يتأمل انتشارهم الفج فى جميع وسائل الإعلام وداخل لجنة إعداد الدستور ويبدو أنهم وحدهم هم المستفيدون بصياغة أحلام الوطن.. الحذر.. الحذر.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة