ففى هذا الشهر الكريم تسلسل الشياطين، وهم الآن كثيرون ويمرحون فى البلاد طولا وعرضا، وقتلوا شبابا أبرياء باسم الدين، والإسلام منهم ومن أفعالهم وأقوالهم برىء، فدم المسلم حرام وماله وعرضه حرام، وما أقبح من ينصبون أنفسهم جلادين وسيافين، ينشرون الخوف والذعر بين المواطنين الآمنين ويقيمون حدودا ليست من شرع الله، بينما تعاليم الإسلام تفيض كالنهر العظيم سلاما ومحبة وتسامحا، وتنشر الأمن والطمأنينة بين العالمين.
«شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس»، وليس لتوظيف الدين لصالح الأغراض السياسية، أو أن تزعم جماعة بأنها صاحبة وكالة السماء حصريا، وليس لاستغلال فقر الناس واحتياجهم وشراء أصواتهم بالشنط الرمضانية وأكياس السكر والأرز وزجاجات الزيت.
فى شهر رمضان يجب أن تغتسل الأرواح وتتطهر القلوب وأن نرفع أيدينا مخلصين بالدعاء: «اللهم إنى أسألك فى صلاتى ودعائى بركة تطهر بها قلبى، وتكشف فيها كرْبى، وتغفر بها ذنبى، وتصلح بها أمرى، وتغنى بها فقرى، وتذهب بها شرى، وتكشف بها همى وغمى، وتشفى بها سقمى، وتقضى بها دينى، وتجلو بها حزنى، وتجمع بها شملى، فأقبل توبتى، وارحم ضعف قوتى واغفر خطيئتى واقبل معذرتى، واجعل لى من كل خير نصيبا، وإلى كل خير سبيلا، برحمتك يا أرحم الراحمين».
ما أجمل الدعاء فى رمضان، لاستنهاض روح الإسلام، وسماحته، ووسطيته، دين الرحمة، والإحسان، والعدالة والإنصاف، والعفو، والتسامح، وليس التشدد، والتجهم، والقسوة، والغلظة، وإيذاء الناس، وما أحوج أن يرفع المصريون أيديهم بالدعاء، ليقى الله بلدهم من شر التطرف والمتطرفين، ويحفظهم من جهلاء باسم الدين، الذين يروعون الآمنين، ويستبيحون ما حرم الله.
ما أجمل أن ندعو الله أن يلم شملنا ويوحد صفنا، وأن ينقذ بلدنا من الفتن والمكائد والمؤامرات.. الفتن بين أبناء الدين الواحد بعد أن تفرقوا شيعا وأحزابا، يتصارعون على الحكم والجاه والسلطان والقصر، بينما تغرق البلاد فى أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية لن ينقذنا منها إلا الله سبحانه وتعالى.
«اللهم بلغنا رمضان».. لندعو الله أن يرفع الظلم عن المظلومين، وما أكثر الظلم والظالمين والمظلومين فى بلدنا «اللهم يا رب المستضعفين ويا رب المظلومين، نحن عبادك وناصيتنا بيدك، رفعنا أيدينا إليك، يارب أغلقت الأبواب إلا بابك، وانقطعت الأسباب إلا أسبابك، ولا حول ولا قوة إلا بك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة