كلما سمعت الأستاذ حازم أبوإسماعيل المحامى يتكلم على شاشة هذه الفضائية أو تلك تحسست رأسى، وتلفت حولى بحثا عن أحد العقلاء المشهود لهم بالاتزان والحكمة وضبط النفس ليساعدنى على فهم الظاهرة العكاشية التى تتكرر وتتعدد باختلاف الأسماء والتوجهات والشعارات بعيدا عن صاحب الاسم والعلامة التجارية الرائد توفيق عكاشة.
المرة قبل الأخيرة التى سمعت فيها الأستاذ أبوإسماعيل يتحدث كان يهدد ويتوعد جميع المسؤولين بالدولة ومؤسسة القضاء حال استبعاده من سباق الترشح على رئاسة الجمهورية على خلفية إنكاره موضوع جنسية والدته الأمريكية، ثم علمت بدعوته الغريبة إلى «مليونية الصمود» بميدان التحرير، للتأكيد على رفض الإعلان الدستورى المكمل، مطالبا الجميع بألا يتخلف عن المشاركة من القاهرة أو من خارجها، وقرأت بيانه غير المفهوم على صفحته الرسمية الذى قال فيه إن الإعلان الدستورى المكمل لم يبق لأصحاب العهود والمواثيق مع الله متسعا لتخلف ولا قعود ولا ركون إلخ.
ومرت مليونية الصمود خفيفة لطيفة بمشاركة رمزية وتحولت إلى عشرينية أو ثلاثينية، ولم تحقق ما كان يحلم به أبوإسماعيل من عودة قوية للأضواء والتفاف الحشود وراءه يصفقون ويهتفون لأى كلام يقوله، لكن يبدو أن الرسالة لم تصله فقرر أن يعيد الكرة لنستمتع بظهوره الأخير بشحمه ولحمه فى ميدان التحرير الجمعة الماضى، حسب شهود العيان الذين رصدوا وصوله إلى الميدان مساء مع هبوب نسمات الهواء وبعيدا عن حرارة شمس النهار وكيف جلس فى خيمته طوال الليل متحدثا إلى الفضائيات، ثم انصرف مع حلول الفجر وأوصى أنصاره بالصبر والصمود فى الميدان حتى إسقاط الإعلان الدستورى المكمل ووعدهم بأن يعود ليسهر معهم فى الميدان مساء وأن يطلق بيانات نارية جديدة من صفحته الشخصية على فيس بوك.
ماذا يريد حازم أبوإسماعيل بالضبط؟ يبدو أن الجميع يعرف باستثنائه هو شخصيا، أنه يطمع فى البقاء تحت أضواء وكاميرات الفضائيات، متلبسا مظهر الثوار المناضلين بحناجرهم الذين يرفعون أكثر الشعارات سخونة وتطرفا لا لشىء إلا لحصد مجد شخصى وشهرة يمكن استثمارها وتنميتها فى الداخل والخارج.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة