عانى الشعب المصرى على مدى 30 عاما من القمع والاستبداد ومصادرة الحريات، خاصة لكل من عارض نظام مبارك الفاسد، وبسبب هذه السياسات الإجرامية وجدنا العشرات من أبناء هذا الوطن زج بهم فى ظلمات السجون دون ذنب أو حكم قانونى عقابى، بل وصل الأمر إلى استخدام الأحكام العسكرية للتخلص من المعارضين الشرفاء، وذلك فى حالة عدم توافر أدلة مقنعة للقضاء الطبيعى، لذا وجدنا شرفاء المعارضة أمثال خيرت الشاطر، وأيمن نور، ود. محمد بديع، وغيرهم الكثير، زج بهم فى سجون الظلم والاستبداد.
وجاء المجلس العسكرى فى الفترة الانتقالية، ومارس نفس الجرائم التى ارتكبها مبارك، وزج بالعشرات من شباب الثورة فى السجون، تارة تحت مظلة الاعتقالات السياسية، وتارة أخرى بأحكام عسكرية جائرة، وما علاء عبدالفتاح ومينا دانيال وأحمد دومة ومايكل نبيل منا ببعيد، ولولا ضغوط الثوار ما خرج هؤلاء للنور، لكن هناك العشرات من شباب الثورة مازالوا حتى هذه اللحظة فى غيابات السجون، كما أن هناك المئات من شباب التيارات الإسلامية مازالوا معتقلين منذ عهد الطاغية مبارك.
لذا أطالب الرئيس د. مرسى الذى ذاق مر الظلم فى سجون الطاغية، أن يصدر عفوا عاما عن كل المعتقلين، والمحكوم عليهم بأحكام عسكرية من السياسيين، فلا يليق بمصر الثورة، ود. مرسى، أول رئيس منتخب بإرادة شعبية، أن يكون فى سجون مصر فى عهده أحد من السياسيين.
ولعل البعض يقول إن الرئيس شكّل لجنة لدراسة ملف المعتقلين، والرجل لم ينس هؤلاء، وأنا أعلم جدية رئيسنا فى إنهاء هذا الملف، لكن أرى أن الأمر لا يحتاج للجنة، فاللجان عندنا سيئة السمعة، وتستغرق من الوقت ما يسرب للنفس اليأس، وأترفع برئيسنا أن يترك ولو لحظة مظلوما فى السجون، وأخشى أن يرفع هؤلاء أكف الدعاء لله، فتصيب الدعوات المسؤولين عن هذا البلد، فما قصم ظهر الطاغية مبارك إلا دعوات المظاليم، خاصة المزجوج بهم فى السجون.
لذا أطالب د. مرسى الذى أثق أنه يخشى الله، ويعشق تراب وطنه ويكره الظلم، بأن يصدر عفوا عاما فوريا لهؤلاء المعتقلين قبل أن يظلنا شهر رمضان الكريم، ويعود هؤلاء لمنازلهم وأسرهم التى تشتاق لرؤياهم، ونذكّر د. مرسى بظل الله يوم القيامة للحاكم العادل، وأقل درجات العدل رفع الظلم عن المظلومين الذين سلبت حرياتهم دون وجه حق.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة