محمد الدسوقى رشدى

الشيخ «البوّاس»

الأحد، 01 يوليو 2012 11:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذا رجل إن دفعتك الصدفة لذكر اسمه فى مجلس ما، سيأتيك رد الفعل واحدا من ثلاثة.. الأول غضب تنتج عنه معركة كلامية طويلة مع أحد الأشخاص الذين مازالوا يرونه شيخا، والثانى تأفف مصحوب بعبارة «بلاش السيرة دى»، أما الفعل الثالث فلن يخرج عن حديث طويل حول النفاق وأهله، وكيف تحول هذا الرجل إلى رائد لمدرسة الموالسة وحب الظهور.

هذا رجل يظهر على الفضائيات الدينية، وأحيانا بعض الفضائيات العادية، يقدم للناس الفتاوى على طريقة مسابقات هاتف «0900»، ويتشابه حضوره التليفزيونى فى تفاصيل كثيرة مع «طلة» حياة الدرديرى الفضائية، والأداء «المصطبى» للنجم توفيق عكاشة الذى يشاركه شيخنا فى هواية تقبيل الأيادى.

كان يظهر بلحيته الخفيفة «المودرن» على كل الفضائيات المصرية فى زمن نعرف جميعا أنه لا داعية شابا أو غير شاب يظهر فيها إلا برخصة من السلطة وأمن الدولة، ذلك الجهاز الذى يقول عنه الشيخ الآن إنه كان يسيطر ويتحكم فى كل كبيرة وصغيرة داخل البلد.

كانت أبواب الفضائيات التى يصفها الشيخ الآن بالمأجورة والعميلة لنظام مبارك تفتح له استوديوهاتها لأنه يملك الرخصة، بينما كان داعية مثل عمرو خالد مطاردا فى بلاد الله، وداعية مثل وجدى غنيم وباقى شيوخ الدعوة محرّما عليهم المرور من أمام الكاميرات.
قبل ثورة 25 يناير كان قاموس الشيخ خاليا من الحديث عن جماعة الإخوان المسلمين، ولم نضبطه يوما متلبسا بتصريح ضد اعتقال قيادات الجماعة، كما لم يتم ضبطه متلبسا بالمشاركة فى مظاهرات إسقاط نظام مبارك، ومنع التوريث.

قبل ثورة 25 يناير الشيخ الذى لا يترك الآن يدا إخوانية إلا وينحنى لتقبيلها لم يدافع عن خيرت الشاطر وحسن مالك، مثلما دافع شباب اليسار وكفاية وغيرهما من الحركات التى اتهم الشيخ بعض أفرادها بالسهر والسكر فى شقة العجوزة، بينما كان هو يحمى الثورة فى ميدان التحرير.

قبل ثورة 25 يناير كان الشيخ يجلس أمام الكاميرات ليتلقى أسئلة ربات البيوت عن الجماع والطلاق والملابس، بينما كان الأمن يسحل البنات فى استفتاء التعديلات الدستورية الشهير، ولم نسمعه ينتفض على الهواء مباشرة أو يترك الاستديوهات غاضبا لله أو لرسوله أو لوطنه.
بعد الثورة تحول شيخ الاتصالات التليفزيونية بقدرة قادر من الداعية الإسلامية الوديع «صفوت» إلى سوبر «صفوت» الذى يقفز فوق الجمال والأحصنة ويتفادى رصاصات القناصة لحماية الميدان من أشرار موقعة الجمل التى يدعى أنه كان يعلم بوقوعها من مصادر خاصة، وجهز الميدان للتصدى لها، كما روى هو بنفسه ذلك فى أحاديث تليفزيونية متعددة.
بعد الثورة تحول من شيخ الاستديوهات إلى شيخ المنصات، تجده فوق كل منصة، يهتف، ويهلل، ويقدم نفسه للناس على أنه رئيس مجلس أمناء الثورة دون أن يشرح للناس أن هذا المجلس واحد من الائتلافات التى كان يشكلها كل مواطن يمتلك صورة له فى ميدان التحرير.

كان يظهر فوق كل منصة ليقتل حماسها بخطبه الباردة، وتصريحاته البعيدة عن الهدف، وكانت هوايته فى تقبيل أيادى من يفتح المستقبل السياسى لهم أبوابه تفسد كل الأحداث، بداية من تقبيل يد الشيخ حازم أبو إسماعيل الذى لم يشاهد بجواره بعدما خرج من سباق الرئاسة، ومرورا بتقبيل يد المرشد فوق منصات الحملات الانتخابية، وانتهاء بزيارة الرئيس محمد مرسى للتحرير التى لم يفسدها سوى انحناءة «شيخ الاتصالات التليفزيونية» وتقبيله يد الدكتور محمد مرسى الذى يعتبره الشيخ أمله فى إنشاء وتأسيس الصرف الصحى الإسلامى، كما قال فى أحد خطبه التهليلية الدعائية للدكتور مرسى أثناء الانتخابات.
ملحوظة:

السابق ذكره من كلام يخص الشيخ صفوت حجازى








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة