مازلنا نتمسك بالأمل أن يكون الدكتور محمد مريسى الرئيس المنتخب رئيسا لكل المصريين على اختلاف انحيازاتهم وتوجهاتهم السياسية وانتماءاتهم الأيديولوجية والعقائدية، أقول ذلك بمناسبة الإشارات الخطرة والمقلقة التى صدرها الرئيس فى خطابه الاستعراضى الحماسى فى ميدان التحرير.
أولى هذه الإشارات ما ذكره بخصوص تاريخ النضال الثورى فى مصر، فقد ذكر مرسى أنه بدأ من العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات والستينيات معقبا، وما أدراك ما الستينيات، وصولا إلى ثورة 25 يناير وهى كلها إشارات تحدد تاريخ النضال الثورى فى مصر فى مرحلتين موصولتين لجماعة الإخوان دور أساسى فيهما، وبينهما سنوات حكم مبارك الثلاثين.
إشارة الرئيس بتحديد تاريخ النضال الثورى بعقد العشرينيات من القرن الماضى، فيه كثير من التعسف بتجاهل محطات ثورية كبرى فى مقدمتها الثورة العرابية وطرد الفرنسيين من مصر وثورة 1919، ويحيل مباشرة إلى إشهار جماعة الإخوان فى عام 1928 دون تحفظ لصعودها السياسى بمراحلة الدموية وجرائم الاغتيالات التى ارتكبها أعضاء بالجماعة، وصولا إلى حظرها أكثر من مرة، والاكتفاء بالإشارة إلى مسار الجماعة باعتباره ناصعا كله وباهرا كله.
أيضا لم يشر الرئيس مرسى إلى ثورة 1952 العظيمة، وإنما أشار من طرف خفى إلى الذكريات المؤلمة للجماعة فى حقبة الستينيات، بقوله «وما أدراك ما الستينيات» وهى إشارات يفرح بها أعضاء الجماعة، لكنها تثير فى نفوسنا الكثير من القلق، فإذا كنا نرفض تقييد حرية أى مواطن لخلاف فى الرأى أو العقيدة أو السياسة، ناهيك عن تعذيبه واضطهاده، فإننا لا نقبل نفى ومحو فترات عظيمة ومهيبة من تاريخنا حتى لو كانت حافلة بالأخطاء، ودورنا أن ننبه إلى هذه الأخطاء وأن نتعلم منها فننظر إلى الأمام ولا نكبل أنفسنا بالماضى ومراراته.
مازلنا رغم خطاب الرئيس مرسى فى التحرير، آملين وفائه بعهوده لرؤساء تحرير الصحف أنه لا «أخونة» لمؤسسات الدولة، على حسب تعبيره، وندعوه إثباتا لحسن النوايا أن يزور قبر الزعيم الخالد جمال عبدالناصر فى 23 يوليو ذكرى ثورة يوليو الخالدة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة