جاءت نتائج المرحلة الأولى من انتخابات رئاسة الجمهورية مذهلة ومخيبة لآمال الثوار الذين خرجوا إلى ميدان التحرير يوم 25 يناير؛ لإسقاط النظام، وتغيير مصر إلى الأبد لتنعم بالحرية والديمقراطية، وبعد مرور عام ونصف من عمر الثورة يختار الناخبون بملء إرادتهم من يعتلى كرسى الرئاسة، ويقود حركة التغيير، كما أراد ثوار يناير، فكانت المحصلة النهائية لأصوات الناخبين صعود رمزين أحدهما يمثل أحد المشاركين فى الثورة والآخر رمز من رموز النظام السياسى السابق، وابتعاد باقى المرشحين الذين يضمون العديد من رموز الثورة.
من حق الثوار وشهداء الثورة على هذا الشعب أن يأتى على رأس النظام القادم من يمثلهم، فقد قدموا أرواحهم فداءً لهذا الوطن، ومن أجل كسر القيود وإزاحة الستار عن شمس الحرية لكى يستنشق هذا الشعب عبير الديمقراطية ولينعم المصريون بحرية الاختيار دون تزييف لإرادتهم.
كم من رجل هرم وسيدة عجوز لم يقدما على ممارسة حقهما فى الانتخاب إلا بعد ثورة يناير، التى أعطت لكل صوت قيمة وقوة تأثير، من حق شهداء الثورة علينا ألا نعود للوراء، وأن يجتمع الثوار على اختيار رجل واحد يمثل المد الثورى، ومن جموع من شاركوا فى إسقاط النظام السياسى الفاسد، فالمواطن المصرى لن يصمت عن المطالبة بحقوقه بعد اليوم، فإما حرية وديمقراطية إلى الأبد وإما قتل للحريات وتكميم للأفواه والعودة إلى المربع صفر، لا ننكر أن كل بداية صعبة، وطريق الحرية يحتاج إلى جهد وإنكار للذات، وإجماع على من يقود سفينة التقدم والتغيير.
من منا كان يحلم بسقوط نظام مبارك بكل سلبياته، وها هو قد سقط، وتحقق الحلم، وصاحب هذا الفضل هو جموع الشعب الطامح إلى التغيير، فلا يمكن أن يألف الشعب فكرة جمود الفكر وحصاره فى موقع المتفرجين، فلن تتقدم مصر إلا بفكر المشاركة فى عملية صنع القرار وتغيير نمط الحكم الذى كان سائداً، وما يتبعه من تغيير أدواته وعناصره ورموزه، فمن قدم حياته من أجل التغيير من حقه علينا أن يصعد إلى منصة التتويج رئيساً لمصر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة