أثلجت صدورنا تحركات الرئيس ومعاملته لأسر الشهداء، وبساطته فى لقاءاته مع رموز العمل الوطنى، وأشعرنا جميعا أنه أتى لقصر الرئاسة بروح الثورة، فحرصه على الالتحام بشعبه الذى أتى به لهذا المنصب، علامة خير، لكنى استشعرت على مدار الأيام الثلاثة الماضية، أن زمرة المنافقين بدءوا يخرجون بزفات النفاق علينا من جديد، ليكونوا رجال كل العصور، وذلك من خلال إعلانات التأييد للرئيس الجديد، بالرغم من أنى علمت أن بعضهم أعد نفس التهانى لشفيق، ووقع أوامر نشر بـ«مكتات» إعلانية لشفيق فى الصحف القومية، وبعد إعلان النتيجة رفعت صورة شفيق، ووضعت صورة د. مرسى، لذا أحذر رئيسنا الجديد من هؤلاء الذين، دينهم النفاق، وعقيدتهم «عاش الملك مات الملك»، ومبادئهم المصلحة أينما كانت، فهم وقود الفشل، ونار تأكل كل إنجاز، فالحذر كل الحذر منهم.
ومن منطلق حبى لرئيسى، أحذره أيضا من الإبقاء على من يحسبون على النظام السابق، فى مفاصل الدولة الصغرى، فلابد من تطهير كلى للجهاز الإدارى خاصة بالمحليات، فهناك أكثر من 4 آلاف قيادة إدارية نموا وترعرعوا فى ظل النظام الفاسد البائد، وتربوا على الرشاوى والمحسوبية والواسطى، وليس من المعقول أن يستمر هؤلاء فى مناصبهم بعد وصول رئيس ثورى لسدة الحكم، فهؤلاء سيكونون صخرة كئود فى وجه الدولة التى ننشدها فى الأيام المقبلة، وسيمثلون معاول هدم لمكتسبات ثورتنا، وعوامل فشل لمحاولات الإصلاح، فتطهير هذه المناصب من هؤلاء، واستبدالهم برجال وشباب مقتنعين بأهداف الثورة، يضمن لمصر استقرارا ويدفع بها للأمام.
كما أطالبك سيدى الرئيس بأن تكون حرية الإعلام، خطا أحمر لديك، فقد تعودنا منك على سعة الصدر لمنتقديك، فلا تسمح لكان من كان أن يغول صدرك ضد أى إعلامى، فنقدك نصيحة لك، والهجوم عليك ممن يخالفونك سيقوى ظهرك، وأفكار معارضيك ستكون لآلئ تضىء لك الجانب الآخر، الذى من الطبيعى أن يغفل عنه الإنسان، فالنفوس الكبيرة تتحمل إساءات الآخرين، وتبحث فيها عن عيوبها للتطهر منها، ولا أنكر أن هناك من الصحفيين والإعلاميين من يستغل أجواء الحرية للنيل من مخالفيهم فى الرأى، بدون موضوعية أو مراعاة لمواثيق الشرف المهنية، المعروفة عالميا ومحليا، لكنى أرى أن مع استمرار الحرية والمحافظة عليها، سيتطهر الإعلام من سلبيته ذاتيا، رئيسنا لقد سجل التاريخ عليك قولك بأنك لن تقصف قلما، ولن تصادر رأيا، ولن تغلق قناة، وأعلم أنك صادق النوايا، وجاد فى التنفيذ، لكنى أذكرك بما عاهدتنا عليه ويسعنا فى ذلك قول الله عز وجل، «وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة