هانى صلاح الدين

رسالة إلى الرئيس د. محمد مرسى«1»

الثلاثاء، 26 يونيو 2012 11:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسل هذه الكلمات التى أكتبها بمداد الحب فى الله، وبحروف الود لرجل أعلم أنه حريص على هذا الوطن، ففى البداية أهنئكم على ثقة الشعب فيكم، فهذا خير وسام تضعه على صدرك، وخير تاج يزين رأسك، وأعظم شىء تتباهى به بين الملوك والرؤساء، فقد أتيت بإرادة شعبية، وانتخابات حرة ونزيهة، تجعل شرعيتك تطاطأ لها الرؤوس، وترفع مقامك فى العالمين.

ولا أخفيك سراً سيدى الرئيس أنى نذرت أن يكون أول مقال لى، إذا أتيت الصناديق بشفيق، أعلن فيه أنى من أول المعارضين له، والفاضحين لفسادة السياسى والمادى، لكن وقد ابتسم القدر لنا، بأن وهب لنا قائدا ثوريا، فوجدت أن من واجبى أن أذكركم بأمور هامة، فإن الذكرى تنفع المؤمنين، وعلى رأسها:

> اعلم سيدى الرئيس أن دماء الشهداء هى التى مهدت الطريق لك لقصر الرئاسة، ولولها لكنت حبيس ظلمات السجون، مطارداً كباقى شرفاء الوطن، وأنك تعهدت لشعبك أنك ستعيد محاكمة قاتليهم، وتثأر بالقانون لدمائهم الزكية، فكلنا ننتظر منك الوفاء بالعهد وأنت أهل لذلك إن شاء الله.

> اعلم سيدى الرئيس، أن شعب مصر صبور ويتحمل من الصعاب ما لا يطيقه أحد، لكن إذا ظلم ثار كالبركان الذى لا يرحم حتى أقرب الناس إليه، ولنا جميعاً فى ثورة 25 يناير المثل والقدوة، وتعلم أن الظلم ظلمات يوم القيامة، فإياك وهذه الجريمة التى لا تغفرها الشعوب، فلا تسمح لمسؤوليك أن يهدروا كرمة المصريين تحت أى ظروف، فما جئنا بك لمقعد الرئاسة إلا لتظل رؤسنا عالية خفاقة، واعلم أنك أجير عند هذه الأمة، فأد الأمانة حتى ترضى ربك وشعبك.

> اعلم سيدى الرئيس أن المحسوبية والواسطة، سوس ينخر فى كراسى الحكام، وإذا تمكنوا منهم أطاحوا بهم من على هذه الكراسى، فقد عانينا على مدار 30 من حرمان البسطاء، من المراكز الرفيعة، تحت دعوى عدم اللياقة الاجتماعية، وقد جاء الوقت لنرى أبناء البسطاء من العمال الكادحين، والفلاحين وصغار الموظفين، فى الوظائف العسكرية والدبلوماسية والقضاء، وأن يكون الفيصل فى تولى المناصب الكفاءة وليست التقارير الأمنية، التى عانينا منها مر المعاناة.

> تذكر سيدى الرئيس أننا سنسألك أمام الله على العدل بيننا، والمساواة بين أبناء مصر مسلمين وأقباطا، رجالا ونساء، وإياك وبطانة السوء التى تنسيك شعبك، وتزين لك البعد عن فقراء بلدك وضعفائهم، فأحمال الدنيا ومتاعبها تهون عن أحمال الآخرة ومغارمها، والدنيا مهما طال متاعها زائل، ولا يبقى لك إلا العدل الذى يجعلك فى ظل ربك يوم القيامة.

أعلم سيدى الرئيس أنك حريص على كل ذلك، لكن كما كتبت مرارا أناصرك وأطالب المصريين بتأييدك، وجدت أن النصيحة على الآن واجبة، وأنت على أعتاب قصر الرئاسة.. نسأل الله أن يوفقك لخدمة شعب مصر العظيم، وأن تؤدى الأمانة على أكمل وجه.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة