كريم عبد السلام

كل الطرق تؤدى إلى العنف

الأحد، 24 يونيو 2012 09:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أدرى لماذا تتجه كل القوى السياسية لدينا عن قصد أو عن غفلة إلى اعتماد خيار شمشون بهدم المعبد على رؤوس الجميع بدلا من محاولة ترميم التصدعات والشقوق البادية، كل تأخذه العزة بالذات وتقديم مصالحه الشخصية أو الحزبية الضيقة على ما يمكن اعتباره مصالح الأمة رغم التشدق 24 ساعة فى اليوم الواحد بالدفاع عن مصالح الوطن والسهر فى سبيل حمايته.

لعبة العنف التى يلوح بها الفرقاء السياسيون والسلطة الحاكمة كأداة للتهديد وتغليب الإرادة وكسر إرادة الخصم، قد تنفلت فى لحظة لتصبح واقعا لا يمكن احتواؤه أو معرفة مداه، فالميادين ممتلئة بحشود جماعة الإخوان يرتدى فيها المتظاهرون أكفانهم استعدادا للموت، استجابة لخطاب غير مسؤول من قيادات الجماعة حول الاستعداد للشهادة والموت فى سبيل الصناديق، أو ردا على محاولات العبث بنتيجة الانتخابات فى اتهام مرفوض للجنة العليا للانتخابات الرئاسية، وفى تحريض صريح للحشود المؤمنة بالموت فى سبيل إنجاح مرشحها بالتحرك لمواجهة أى نتيجة أخرى غير ما يريدونه وما يتوقعونه وما يسعون لتجييش كل القوى والفصائل لدعمه وفرضه كأمر واقع.

من جانبه، يهدد المجلس العسكرى ويتوعد أى طرف يخرج عن الشرعية أو يهدد سلامة المنشآت والمصالح العامة والخاصة أو يسعى للتخريب بعد إعلان النتائج، ولا أستطيع لومه إذا سعى لفرض الأمن وهيبة الدولة فى مواجهة دعاوى التهييج والإثارة، لكننى أضع يدى على قلبى من دفع قوات الجيش والشرطة إلى مواجهات مفتعلة تراق فيها دماء المصريين وسط استعداد غربى لتحويل الأزمة المصرية الحالية من أزمة مع الشرعية إلى أزمة بين سلطة المجلس العسكرى والإخوان الذين ينعمون بتأييد الناس، وهى بالقطع معادلة خطرة ومغلوطة يراد بها تأجيج حالة عدم الاستقرار فى مصر.

المحزن فى الأمر أن الفرقاء السياسيين يكرسون لشيطنة السلطة الحاكمة فى مصر سواء كانت المجلس العسكرى أو السلطة القضائية أو سلطة اللجنة العليا للرئاسة، ويلعبون على التشكيك فى كل ما يصدر عنها، والدفع إلى رفضه وعدم احترامه، وهى كارثة ستكتوى بها كل سلطة منتخبة قادمة، سواء كانت منتمية لجماعة الإخوان أو لغيرها من القوى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة