الأحزاب المنسحبة ولبن العصفور

أصبت بحالة من الإحباط بسبب الخلافات التى نشبت بين القوى السياسية، بشأن اللجنة التأسيسية للدستور، فبعد أن خرجت علينا كل القوى تبشرنا بأنهم توصلوا إلى اتفاق، فى حزب الوفد يخرجنا من النفق الضيق الذى زج بنا لنيران الفرقة والاختلاف، وتم تقسيم النسب بوضوح لكل فريق، فقد ضمت القائمة 8 من إخواننا الأقباط، و7 من السيدات، و7 شباب، و6 من ممثلى الهيئات القضائية، وقرابة 22 فقيهًا دستوريًّا، و7 رؤساء نقابات، مع تمثيل للفلاحين والمعاقين، كما اتفق على أن نسبة التصويت على القرارات لابد أن يكون عليها الإجماع، وإن لم يتحقق يكون التصويت بنسبة %67، وإن لم يتحقق يعاد التصويت بنسبة %57، إلا أننا وجدنا أنفسنا من جديد أمام متاهة، لا نعلم منتهاها إلى أين.

فبالرغم من أن معظم الأحزاب أكدوا أن مسار الجمعية يسير فى وضعه الطبيعى، وشارك بقوة فى الانتخابات فإننا وجدنا نواب الكتلة المصرية، ونواب الكرامة وبعض الشخصيات العامة وعلى رأسهم حمزاوى، يشقون الصف الوطنى، ويفتعلون المشاكل من أجل عرقلة مسار الجمعية، ولا أنكر أنى أرى أن رفعت السعيد ونجيب ساويرس وحمزاوى يحاولون النيل من الإسلاميين، وتشويه صورتهم فى هذه المرحلة الحرجة وقبيل انتخابات الإعادة، وبالطبع ليصب ذلك فى مصلحة مرشح الفلول شفيق، فتاريخ رفعت السعيد وساويرس معروف للجميع رفعت السعيد كلنا نعلم مواقفه من الإسلاميين وكان أداة جيدة فى يد النظام السابق لتشويه الإخوان، بل تاريخه ممتلئ بالصفقات السياسية الملوثة مع نظام الحزب الوطنى المنحل، والتى اعترف بها كثير من شرفاء حزب التجمع، الذين رفضوا طريقته وطالبوا بتطهير الحزب من سياسته.

وأرى أن المنسحبين لو طلبوا لبن العصفور، وأتى الإسلاميون به لهم، لاختلقوا مشاكل حتى تفشل أى محاولة لجمع الصف الوطنى، فالهدف إفشال الإسلاميين أمام الرأى العام، واختفائهم من المشهد السياسى المصرى، وشتان بين شباب أطهار من أمثال 6 إبريل وحملة أبوالفتوح، الذين غضوا الطرف عن الخلافات السياسية، وأعلنوا تأييدهم لمرسى، عندما استشعروا بالخطر على مستقبل مصر، وعودة النظام القديم فى صورة شفيق، وبين أناس يتعاملون من منطلق أهداف خبيثة، تؤدى إلى شق الصف الوطنى، فلك الله يا مصر الذى سيحميكى من كيد الكائدين.