أدعم جيش بلدى. أدعمه بكل حرف أملكه بكل كلمة يمكن أن أكتبها مقالا أو قصيدة. بكل خط يمكن أن أرسم به قنبلة أو سنبلة قمح. أدعم جيش بلدى لأننى أخاف على بلدى من أعدائها، وهم كثيرون. وما خفى منهم كان أعظم. أدعم جيش بلدى لأننى أخاف على بلدى من الضعف ومن الاستسلام أمام أى عابر يرفع فى وجوهها مدفعا أو مسدس صوت!
أدعم جيش بلدى لأننى لا أريد أن أعيش أجواء هزيمة وانكسار 67 حين دخل الجيش حرب ليس مستعدا لها، وخاض معارك وجبهته الداخلية تأكل قواتنا المسلحة بالسخرية والاتهامات. أدعم جيش بلدى لأننى أعرف وطنية كل جندى فيه. أدعم جيش بلدى لأنه الحقيقة وسط أكاذيب كثيرة تمر بنا أو نمر بها. أدعمه ضد من يبحث عن سلطة على حساب وطن وعن مكان على ركام وطن. أدعم جيش بلدى لأننى لا أريد أن أستيقظ على حرب من كل النوافذ وكل الحدود. أخاف على بلدى من كل عدو يضحك فى شراهة يريد أن يلتهم جزءا من وطنى. أدعم جيش بلدى حتى يعود إلى تدريباته فى أقرب وقت وإلى ثكناته وإلى حدودنا وإلى حماية كل نقطة من دخول أسلحة أو مخدرات. أدعمه حتى يظل أقوى ما نملك وأعز ما يحمى. لقد عشت فترة تجنيدى بالجيش، وأعرف كيف تصبح التضحية هى روح الجندى منذ اللحظة الأولى لارتداء ملابس العسكرية.
إننى أدعو كل من يخاف على بلدنا أن يدعم جيش بلدنا بكلمة أو بصمت. كلمة طيبة أو على الأقل صمت فى مواجهة ما يناله كل جندى من عبارات تشكيك فى وطنيته وسخرية من مهامه. الذين يهاجمون الجيش لا يفهمون طبيعة الجيش لا هنا ولا فى أى بلد آخر، ولا أظن أن هناك شخصا أدى العسكرية ولو مكره عليها لا يعرف قيمة الجيش المصرى. أدعو زملائى فى الإعلام إلى دعم جيش بلدنا بعقل واحترام، الأمر ليس فى احتياج إلى دعاية إنما مناقشة قيمة الجيش المصرى بما له ومالنا، بما يجب وبما لا يجب. إن كثيرا من الشباب الذين حصلوا على استغناء من الجيش، وكثيرا من الناس الذين نسوا أزمات الحروب أو لم يدفعوا فيها ثمنا، جزء منهم أو حياة شخص عزيز عليهم، يهاجمون جيش بلدى بكل سهولة، بكل ظلم!
إن كل جندى فى جيش بلدى يشعر بمرارة وهو يهان..يشعر بقهر وهو يقرأ على الحوائط فى الشوارع عبارات تحمل سخرية قاسية. كان العدو الإسرائيلى فى الفترة من 67 وحتى قبل 73 بساعات قليلة يبث عبر راديو إسرائيل عبارات تمحو الروح المعنوية للجيش المصرى. يسخر منهم ويهين كل جندى وكل قائد وينشر بينهم اليأس والإحباط ويذيع أغنيات تجعل الجندى المصرى يسقط فى أقصى درجات الألم النفسى، ونحن نفعل ذلك تماما مع الجيش المصرى.. بأيدينا. كان العدو الإسرائيلى يريد ألا نرفع رأسنا مرة أخرى من التراب.. ولا يوجد ما هو أكثر مرارة من أن تكون رأسك فى التراب من الهزيمة والانكسار. يعجب هذا الكلام أو لا يعجب أحدا.. الحقيقة تقول إن الجندى المصرى سيبقى خير جند الأرض على مر الأزمان وفى كل حضارة صنعها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة