على مدار أسبوع ظلت مجموعة الأحزاب الباحثة عن التوافق حول الإعلان الدستورى المكمل تؤجل اجتماعها يوما بعد يوم، لأن البهوات قادة تلك الأحزاب عاجزون عن التوافق بشأن التوافق حول إعلان دستورى يحدد صلاحيات الرئيس المنتخب ويحسم مسألة التداخل بين سلطات الدولة.. بالذمة ده اسمه كلام!
عجز هذه الأحزاب وجبنها وتقاعسها عن اتخاذ قرار بشأن الإعلان الدستورى قبل أيام قليلة من بدء الانتخابات الرئاسية مؤشر خطير ودال على عدة أمور كلها سيئة للأسف الشديد، وأولها أن هذه الأحزاب ولا أستثنى أحدا منها تغلب المصلحة الحزبية الضيقة على المصلحة الوطنية، وأنها وهى الباحثة عن السلطة التنفيذية ونصيبها من تشكيل الحكومة لا تستطيع إدارة أزمة مستحكمة يمكن تجاوزها لو اتفقت وصلحت الإرادات، فضلا عن سعى البعض منها لتوريط المجلس العسكرى فى أيامه الأخيرة من المرحلة الانتقالية فى اتخاذ قرار منفرد بالإعلان الدستورى، الأمر الذى يمكن أن يحدث فرقعة سياسية يستغلها الفاشلون فى الانتخابات لتهييج الشارع والظهور بمظهر الشهداء والضحايا.
لن يعدم هذا الحزب أو ذاك التبريرات والرطانات شبه القانونية التى يشرح من خلالها ويوضح ويفسر لماذا عجز ولماذا تخاذل ولماذا تقاعس ولماذا لا يخرس ويكف عن الكذب والمناورة واللعب بمصائر الناس فى هذا البلد، لكن وكلما استمرت أبواق هذه الأحزاب فى الظهور الذى لا يعتريه أى خجل والحديث عن الأصلح للبلد فى هذه المرحلة، أمعنت فى السقوط والتردى والابتعاد عن الناس، هؤلاء الناس الذين أسقطوا مبارك ونظامه بخطوات تدريجية كان أولها الانفصال عنه تماما، هو ونظامه وإعلامه فى واد، والناس فى واد آخر وتدريجيا يتصاعد الغضب المكتوم ثم يجد متنفسا له فى هذه الحركة الاحتجاجية أو تلك، فى مواطن يحرق نفسه أمام مجلس الشعب أو على كورنيش الإسكندرية، وبعدها تشتعل الميادين بالغضب الساطع.
المحزن فى الأمر أن الوجوه السياسية المتسلطة علينا تصر على اختراع العجلة من جديد ولا تتعلم من دروس مبارك ونظامه وتمارس أقصى درجات خداع النفس استنادا إلى موجة مد عابرة أو إلى حالة السيولة الحالية التى يمر بها المجتمع فى ظل عدم استقرار المؤسسات.. صحيح، لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة