تعودنا كفريق عمل بـ«اليوم السابع» أن تجمعنا المهنية، فهى الأرضية التى نقف عليها جميعا، وذلك بالرغم من اختلاف انتماءاتنا السياسية، لكن من حق الجميع أن يعبر عن رؤيته فى مقاله، حتى لو اختلف مع رأس المؤسسة التى يعمل فيها، لذا سأخصص هذه المساحة للاختلاف مع صديقى ورئيس تحريرى، الكاتب الصحفى خالد صلاح، حول ما تناوله فى مقاله بالعدد الصادر يوم الجمعة الماضى، حول تقييمه للدكتور محمد مرسى، وعقده مقارنة بينه وبين خيرت الشاطر، فقد استشعرت أن هناك ظلما كبيرا لمرسى، فالرجل يتمتع بحضور سياسى قوى، أهّله فى الماضى ليكون أفضل برلمانى فى العالم، كما أن تاريخه البرلمانى تحت القبة يشهد بأنه فجّر قضايا من العيار الثقيل، وعلى رأسها سؤاله العاجل عن حادث قطار الصعيد، الذى راح ضحيته آلاف المصريين، والذى طالب من خلاله محاسبة الحكومة على هذه الجريمة.
ونسى زميلى العزيز الأستاذ خالد صلاح أن مشروع النهضة الذى يثنى عليه، هو عصارة جهد كوادر الإخوان المسلمين فى مختلف التخصصات، وكان الشاطر ومرسى ممن أشرفا عليه، فهذا حصيلة فكر جماعى، أنتج قواعد عملية للإصلاح وليس مجهود شخص، ويطرحه الآن الإخوان لكل المصريين، ليتبناه النظام القادم سواء أكان على رأسه الإخوان أم غيرهم.
كما أن الحديث عن اتهام مرسى بالإقصاء، وعدم القدرة على مخاطبة النخبة، فأرى أن الواقع يؤكد تمتع الرجل بالقدرة على توحيد الصف الوطنى، فقد نجح مرسى أثناء عضويته بالبرلمان وتزعمه لمجموعة الـ17 أن يجمع صفوف المعارضة فى مواجهة مجرمى النظام السابق. ولينظر من يريد التأكد لمواقف الرجل السياسية فى هذا الوقت، وحرص مرسى على مشاركة كل القوى السياسية فى مختلف الفعاليات المناهضة للنظام السابق، كما حرص منذ أن ترأس حزب الحرية والعدالة على جمع الشمل، ودعم صف الثورة والثوار، ولم يتردد لحظة أن يعترف بخطأ حزبه، فى عدم قراءة المزاج العام بالنسبة لتأسيسية الدستور. أما الحديث لوسائل الإعلام، فإننى أرى أن مرسى نجح بجدارة فى رفع أسهمه من خلال لقاءاته التليفزيونية، وعلى رأسها لقاؤه الأخير مع محمود سعد، وأيضا لقاؤه مع الإعلامى خيرى رمضان، ولعل ثمار ذلك ظهرت بوضوح فى نتائج الانتخابات بالخارج، والتى أكدت أن مرسى رقم صعب فى المعادلة الانتخابية، وأنه سيكون- بإذن الله- أحد المنافسين فى انتخابات الإعادة. أقدّر تخوف الليبراليين من وصول إسلامى للحكم، لكن أذكرهم بالآية الكريمة «لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة