ليس هناك تفسير واضح لما يفعله حزب الجماعة وجماعة الحزب إلا محاولة أخيرة لإفساد لعبة أوشكت على الانتهاء بنتيجة ليست فى مصلحتهم، ولا ترقى إلى مستوى أحلامهم التى وصلت إلى عنان السماء تكويشا وتمكينا وسطوة واحتكارا.
انتصر عليهم العسكر وحاصرهم وأفشل ريحهم.. لديهم مجلس غير قادر على التعبير عن هموم الناس ناهيك عن حل مشاكلهم.. لديهم قضاء - رغم اختراقه - يحكم بفساد مؤامراتهم لوضع دستور لمصر، وهو الأمر الذى دفعوا من أجل إنجازه الكثير من المال والجهد وتكلفوا من أجله كل أنواع النفاق السياسى والكذب والتواطؤ والتحايل والتدليس، ولديهم أخيرا شارع يوشك أن ينقلب تماما عليهم بعد أن ظنوا أنه منحهم ثقته الأبدية وتفضيله الإلهى.. شارع أوشك - زهقا وإحباطا - أن ينتخب نائب المخلوع رئيسا لجمهورية ما بعد الثورة.
وهو الأمر الذى تجسد أمام أعينهم كابوسا مخيفا يعيد إلى أذهانهم عهد الاعتقالات والتعذيب والإغلاق والمصادرة الذى حررتهم منه الثورة التى انقلبوا عليها عندما صدقوا وهم التمكن من شعب عريق الحضارة عميق التجربة لا يمكن أن يتم حبسه فى قفص الوهابية الضيق المعتم، ولا فى ضآلة الحس الإنسانى وغياب الوعى بأبسط قواعد البناء لأى دولة حديثة.
هذه هى الصورة فماذا يفلعون؟ لم يبق من التزامات العسكر إلا إنجاز انتخابات للرئاسة ليس لمرشحهم الاحتياطى فيها أى حظوظ، بل إن مرشحهم - المتمرد القديم - يعرضهم لفداحة الهزيمة الفكرية أمام تيار إصلاحى لا يملك الثروة ولا يعرف أصول الشبكة العنكبوتية ولكن يملك تياراً متزايدا ينمو فى الشارع على حساب انغلاق العقول وضيق الأفق.. ماذا يفعلون والمعركة تكاد تحسم بين أبوالفتوح وموسى، وكلاهما خيار مر لا يعكس أحلام التمكين ولا نشوة السلطان.. حاولوا تشويه موسى بادعاء وإلحاح أنه من الفلول فلم يصدقهم الناس ولم يتجهوا لمرشحهم الاستبن فاقد القدرة على التواصل مع أى عدد يزيد على ثلاثة أشخاص، والآن ما الحل؟!
لا حل إلا بتدمير انتخابات الرئاسة وافتعال معارك مع العسكر واستدراج المجتمع كله إلى مواجهة فوضوية لا تقود إلا لمزيد من الارتباك والعودة إلى المربعات الأولى، علهم يعيدون تنظيم الأمر الذى يوشك على الانفلات تماما من بين أيديهم.. الموضوع ليس فى وزارة عمرها لا يزيد على شهرين ولكن الهدف هو إيقاف كل شىء ولا عزاء للوطن ولا الناس الذين لا يزالون يظنون بهم خيرا.. لنا الله جميعا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة