حنان شومان

يسقط الرئيس الحافظ ومش فاهم

الإثنين، 14 مايو 2012 04:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تبدو الأيام والساعات القادمة فى حياة الأمة المصرية أشبه بالأيام القليلة السابقة على امتحانات الثانوية العامة فى حياة طلبة مصر، فالوطن كله فى حالة انشغال بنماذج الأسئلة، وبتوقع النتائج، وبخوف وترقب ليوم الامتحان، الكل يسهر على التوقعات ونماذج الإجابات ويتبادل المعلومات، وأحياناً أو غالباً يتبادل الشائعات التى تتناول بعض المواد، عفواً أقصد المرشحين، الشعب المصرى بكل طوائفه وفئاته وأجهزته.. يبدو وكأنه يستعد لامتحانات الثانوية العامة، ولكن للأسف بنفس المعايير الخاطئة لأسلوب التعليم المصرى التى تطلق على الثانوية العامة عنق الزجاجة، وتمنحها كل الأهمية دون سواها من سنوات التعليم الأخرى، مما ينتج عنه طالب حافظ مش فاهم.

نعم الشعب المصرى سيختار رئيسه القادم بمعايير الثانوية العامة المصرية، وليس بمعيار الثانوية الإنجليزية أو الأمريكية ولا الماليزية التى تعتمد على الفهم، وتراكم المعلومات حول مواد التعليم منذ الحضانة حتى السنة الأخيرة فى المدرسة.

فالناخبون المصريون ومعهم إعلامهم، حين يتجهون لمرشح يتساءلون حول الأسئلة المتوقعة، والمرشحون يجيبون من كتاب سلاح التلميذ، أو الأضواء للإجابات النموذجية، وأهمها أنت ثورة ولا فلول؟
أما الإجابة أنا ثورة ثورة! حتى إننى أنبهر حين أسمع من رمزين من رموز النظام السابق عمرو موسى وأحمد شفيق، إجابات تكاد تصل إلى أنهما من مفجرى الثورة، فعمرو موسى كما يقول هو المعارض للنظام فى زمن قوته، ولا أجد أحدا يطرح عليه سؤالا أو حتى تعليقا يقول له كيف كنت معارضاً، وأنت من رشحك النظام لأمانة الجامعة العربية كهدية نهاية خدمة؟ تعليق بسيط لسؤال متوقع، ولكن بمعايير الثانوية العامة المصرية، لا أحد يفكر، فقط أنت تحفظ وتدش على ورقة الإجابة، وحدث ولا حرج عن أن أحمد شفيق هو الذى حقن الدماء، وأقنع مبارك بالتنحى! أسئلة غبية وإجابات نموذجية أغبى، وبالتالى طالب حافظ مش فاهم وأستاذ يصحح حافظ أيضاً ومش فاهم.

وليس المرشحون المرتبطون بالثورة أفضل من السابقين فى الفهم أو الحفظ، فكلهم أيضاً يُسأَلون ذات السؤال، أنت فلول ولا ثورة؟ ولكن بصيغة مختلفة مثل: هل ستلجأ لأى من رموز الزمن السابق لكى يعمل معك؟ وكلهم يجيبون إجابات نموذجية لكوادر ثورية مصطنعة.

أزمة الثانوية العامة المصرية، عفوا الانتخابات الرئاسية المصرية، أن أقصى طموحات الخيال فيها هى صراع الديوك، أقصد المرشحين، والتى ستنتهى بحصول أحدهم على الدرجات النهائية وبالتالى الفوز بمقعد الرئيس، ولكن الأزمة الحقيقية والمواجهة الحقة هى ما بعد الثانوية العامة، فكم من أوائل الطلبة بعد التحاقه بكليات القمة يرسب فى السنة الأولى.
ولهذا فبالنسبة لى كمواطنة، أسجل الآن وليس غداً موقفى «يسقط الرئيس القادم بعد أربع سنوات، لأنه حافظ ومش فاهم».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة