الأحزاب والقوى السياسية لها مطلق الحرية، فى اتخاذ ما يناسبها من مواقف تتماشى مع رؤيتها السياسية، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بملف انتخابات الرئاسة، وفى هذا الإطار فمن حق حزب النور أن يعلن تأييده، للدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، فكلها اجتهادات بشرية سياسية، يحاول من خلالها كل فصيل خدمة الوطن، واختيار الأصلح للمرحلة الحالية.
لكن بعد أن التقيت بعض رموز النور، واستطلعت رأيهم فى موقفهم الأخير من الانتخابات الرئاسية، وجدت تباينا واضحا فى مواقفهم، فها هو د. هشام أبو النصر الأمين السابق لحزب النور بالجيزة، يعلن فى قناة الرحمة أن معظم القيادات السلفية سيؤيد د. محمد مرسى، وأنه يتمنى ويتوقع أن يتراجع النور عن موقفه، والبعض الآخر أكدوا أن هناك ضغوطا مارسها المجلس العسكرى على بعض قيادات النور، من أجل دعم أبوالفتوح، بحجة أنه الأكثر انفتاحا والأقرب للقبول الدولى، وأن مرشح الإخوان سيجر مصر لمواجهة مع المجلس العسكرى، وبعض القوى الدولية، وحذر هذا الفريق من مخطط العسكرى، لتفتيت الأصوات الإسلامية، وذلك لإفساح الطريق أمام شفيق وموسى.
والبعض الآخر أكد لى أن قيادات النور، خالفت ما اتفق عليه سابقا بدعم د. مرسى، خاصة أن الكثير من الأعضاء، يرون أن د. أبوالفتوح محسوب على القوى الليبرالية، ولم يتعهد بتطبيق الشريعة ولو بشكل متدرج، وأنه له مواقف مرفوضة من بعض الحدود الشرعية.
إن هذا التباين فى الآراء يدفعنا لأن نتوقع، أن يكون للنور موقف جديد فى الانتخابات الرئاسية، حتى ولو بشكل غير معلن، فمازال الكثير من أبناء الحزب يجاهر برفضه إعلان النور بدعم أبو الفتوح، كما أن بعض علماء السلفيين وضعوا الحزب فى مأزق، بعد إعلانهم دعم د.مرسى، ولعل إعلان الشيخ محمد حسان دعمه من طرف خفى لمرسى، خير دليل على ذلك.
ومن الغريب موقف بعض الليبراليين من هذا الدعم، فقد شنوا حملة مسعورة على حزب النور، بعد إعلانهم دعم أبوالفتوح، محاولين الضغط على أبوالفتوح من أجل التنصل من هذا الدعم، معتبرين أن دعم النور رجس من عمل الشيطان، ومنهم من هدد أبو الفتوح بالطرد من جنتهم، وإعلان الحرب عليه فى حالة استمرار قبوله لهذا الدعم، لذا أرى أن الأيام المقبلة حبلى بكثير من الأحداث التى من الممكن ان تتغير فيها المواقف.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة