ما كنت أتمنى أن نرى اليوم الذى يظهر فيه الكبار فى صورة غير لائقة، وإذ بهم يرددون شعارات رفضوها من قبل.. ويعلنون عن قرارات غير التى أكدوها فى بدايات وصولهم إلى قمة البرلمان ومجلس الشورى.. الأمر خطير، ولابد أن نتوقف عنده باهتمام.. لأننا منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011 ونحن نتوق إلى عهد جديد ورؤية تسعى لنفض غبار السنوات الثلاثين السابقة وما أصابها من شيخوخة سياسية بسبب النفاق والكذب أساساً، وهما اللدودان اللذان يمكنهما نزع جذور أعتى نظام وتخريب كل ثماره مهما كانت عاتية وقوية.. الأمر خطير كما قلت ولهذا علينا أن نتنازل عن مفردات النظام السابق التى تسببت فى تدمير مصر وتراثنا وضياع أجيال وتشتت القيم والتقاليد والأخلاق، اليوم نحن فى عهد جديد وصلت فيه الصراحة والبراءة إلى نهايتها، إلا أننى فوجئت فى الأسابيع الأخيرة بأكثر من ظاهرة وكل منها كارثة، تعيدنا إلى العهد السابق بسلبياته.. وجدنا النائب البلكيمى يكذب ويعترف بأكاذيبه بعد رفع الحصانة عنه.. ولا أعرف لماذا أوقع نفسه فى هذا الكمين.. وخاصة أنه ينتمى إلى حزب دينى.. الأمر خطير كما قلت، وليست القضية عند هذا الحد.. بل وصل أن وجدنا المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، وبعد أن حاز شعبية كبيرة ووجدنا دعايته قد فاقت كل حدود رفاقه.. نجد أن أوراقه غير صحيحة، وقد أثبتت وزارة الداخلية أنه خالف شروط الترشح لأن أمه أمريكية الجنسية وهذا يعنى أنه تورط فى الكذب.. واستسلم لتشجيع الناس ناسياً أو متناسياً الشروط.. وكأنه يعلنها: أنا لا أكذب ولكنى أتجمل.. وضع غريب لا تعرف له مثيلا فى العالم المتحضر.. وكنا نطمح أن نكون مثل هذا العالم الأول.. فى أمريكا فقد الرئيس نيكسون موقعه الرئاسى بعد أن تورط فى فضيحة ووترجيت، ولم يكن له الحق فى الاعتراض.. وغفرت الجماهير للرئيس الأمريكى كلينتون كل ما فعله إلا أنهم توقفوا عند واقعة رأوا أنها هى رأس الزاوية وهى حجر عثرة يمكنها أن تهدم البلد ومن فيه.. وهى أنهم اتهموه بالكذب.. كان يمكنهم أن يغفروا له أى شىء وأى كارثة إلا الكذب الكذب فى المجتمع الغربى هو الفيصل.. وليس من منطق الدين فقط بل من منطق التحضر.. وأنه لا تستقيم حضارة إلا من خلال المصارحة المطلقة.. واليوم ونحن فى أحوج ما نكون لهذه المصارحة.. ما كان يجب على الشيخ حازم أن يفعل ذلك، وكان من المفترض أن يكون قدوة.. وريادة.. خاصة أنه حظى بشعبية كبيرة.. لقد أسكرته هذه المحبة من جماهير اطمأنت إليه ووثقت فيه.. ولكن هذا ما كان يجب أن يعفيه من المصارحة، ربما كانت هذه المصارحة هى التى تعفيه من المساءلة، واليوم ونحن نثق فى القضاء وفى العدل المصرى وتراثه نثق أيضاً أننا فى يوم الحسم، يوم الاثنين التاسع من إبريل يوم لابد أن نضع أيادينا فى أيدى بعض لتكون الكلمة السواء التى نجتمع حولها فى حلبة حب وفى دائرة مستديرة لا تحتمل النقاش والخلاف، بل لا تستوعب سوى الاختيار الصحيح الذى عليه ستعيش مصر الرفعة والكرامة وما نسعى إليه بعد الثورة.. وإلا فنحن قد نخسر كل شىء.. والعياذ بالله.. عسى الله ألا يتركنا فى هذا المنحدر!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة