وقد أجادوا فهم الدرس الأخير يلعبون لعبتهم الأخيرة.. يهبطون إلى الميدان الذى طالما قاطعوه وضاقوا به ذرعا واتهموا ثواره بأبشع التهم وسكتوا عن انتهاك حرائره وفقء عيون فرسانه والتمثيل بأجسادهم الطاهرة.. ها هم يعودون رافعين شعارات الثورة وقد أخفوا أعلامهم ذات السيوف وصور بن لادن يرفعون شعارات العداء للعسكرى الذى طالما تواطأوا معه وعقدوا الصفقات التى تكللت بالعفو العام وبأحكام المحكمة العسكرية برد الشرف والتى هى ذات المحكمة التى قضت بالحبس لأكثر من 1200 شاب لايزال معظمهم يقضون مدة عقوبتهم الظالمة بلا أمل فى نقد أو إبرام ها هم تفيض لغتهم رقة فى المجلس الذى ظنوه أول خطوات التمكين.. واختفى فقهاء الفتاوى الإقصائية الذين تباهوا بأغلبيتهم الكاسحة وتحالفاتهم المريبة التى أتت بهذه التركيبة المرعبة من، البشر لكى تصوغ دستورا لمصر الثورة التى أمموها لصالح عقول ضيقة لا أمل فى استنارتها فى أى مستقبل قريب.. جاءوا وقد أرعبهم تحول البسطاء الذين ضاقوا بهم وبأدائهم الباهت وقد أفاقوا على هذا الكم المذهل من الكذب والنفاق والتدليس والعبث فأصبحوا على استعداد لمنح أصواتهم لرفيق الجلاد المخلوع خلاصا من كابوسهم القادم.
المحزن لدرجة الأسى أن توبتهم غير صادقة وأنهم فقط غيروا قواعد اللعبة التى أوشكوا أن يخسروها، ونحن هنا نشير إلى بعض قواعد اللعبة الجديدة القاتلة:
1 - لا يكفى استبعاد النائب الجلاد «حليف الأمس الذى بشرهم فى أيام الثورة الأولى بأنهم أمام فرصتهم التاريخية وصاحب الصندوق الأسود المتخم بأسرارهم» بل هى الفرصة سانحة بالخلاص من كل «الفلول» المنافسة واستغلال مناخ «الثورة» لإفساح المجال أمامهم نظيفا خاليا ممهدا بلا أى مفاجآت محتملة.. عمرو موسى يصبح فجأة كأحمد شفيق مطلوبا إزاحته لكى تخلو الساحة إلا من المتأسلمين الصرحاء أو المتأسلمين «بشرطة» أو المتأسلمين الاستبن.. كل الطرق تؤدى إلى بشائر «التمكين» القادم.
2 - لا بأس من بعض «التنازلات» المؤقتة والشكلية على أن توزع الأدوار جيدا.. البعض يتحدث عن توافق حول قواعد الدستور والآخر يرفض ويتمسك باللغة القديمة وثالث بين بين، لكى تصبح كل الخيارات مفتوحة حينما تنتهى «المصلحة» التى حتمت عليهم التظاهر بالديمقراطية واحترام إرادة الشعب بكل طوائفه وقواه الوطنية المخلصة.
3 - لغة محسوبة مع العسكر تاركة خطوطا للرجعة، على طريقة اضرب ولاقى.. يرفضون تعديلات القضاء العسكرى ويحسمون التصويت لصالحهم بينما بعض أصواتهم تهاجم العسكر وكأنهم مختلفون فعلا، متصورين أن يصدق الناس هذا المسلسل الساذج ركيك التأليف والإخراج.
المحزن فعلا أن بعض القوى الثورية صدقتهم ورددوا وراءهم شعارات إخلاء الطريق بل ونادى البعض بانتخاب المتأسلم بشرطة رئيسا مكافأة له على طموحه وخروجه على جماعته التى أقسم على طاعة مرشدها أبد الدهر والذى يحلم بخلافة وهمية تنهى للأبد فكرة الدولة الحديثة الوطنية القائمة على مبادئ العصر وعلى احترام القانون وإرادة الشعب.. تأملوا تاريخهم لكى تدركوا الكارثة التى توشكون على التورط فيها.. وقتها لن ينفع الندم وساعتها لن نتمكن جميعا من استعادة روح الثورة.. نحن لا نريد سوى فترة انتقالية ترسى دعائم دولة مدنية حديثة وهى بالقطع لن تحدث مع هؤلاء مهما تظاهروا ومهما كانت كثافة الأقنعة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة