أقولها وضميرى مستريح، الأغلبية البرلمانية الحالية وراء كثير من القضايا الزائفة التى تعكر حياتنا السياسية وتجعل من المرحلة الانتقالية عبئا على أى نظام قادم للحكم بدلاً من أن تكون المرحلة الأولى للبناء والتأسيس.
هدف هذه الأغلبية غير المسؤولة هو استعراض العضلات والسيطرة وليس القيادة، فرق كبير بين الأمرين، فاستعراض العضلات والسيطرة يتبدى فى محاولات التكويش واستبعاد الآخرين المختلفين، على أساس امتلاك الحقيقة المطلقة، على خلاف الواقع والممارسة السياسية الحكيمة، أما القيادة الفريضة الغائبة لدى هذه الأغلبية فتعنى توظيف مجمل طاقات الأمة لصالح الأمة.
ولنأخذ مثالاً واحداً، الجمعية التأسيسية للدستور، نعرف جميعا ملابسات اختيار الجمعية المنحلة، ونعرف كيف استقبل الإخوان وأعضاء حزب النور حكم القضاء الإدارى باعتباره مخرجا كريما من مأزق الرفض الشعبى لاستبعادهم وبدلاً مما كنا ننتظره من استيعابهم الدرس، نجدهم استقبلوا لطمة القضاء الإدارى لاستبدادهم بروح التنظيمات السرية، تحملوها حتى ظنوا أن زخمها وتأثيرها تراجعا فى الشارع ثم تحولوا إلى الصدام من جديد مع كل قوى المجتمع من خلال الالتفاف على الحكم والإصرار على تمثيل البرلمان بنسبة %30 فى الجمعية.
مليونية الجمعة الماضية التى أدارها الإخوان بما عرف عنهم من انتهازية، دفعت القوى السياسية إلى وضع المطالب بإبعاد المجلس العسكرى عن التدخل فى صياغة الدستور رغم أنه لم يتدخل إلا لجمع الفرقاء، وأثاروا معركة فرعية مزيفة حول أولوية الانتخابات الرئاسية أم الدستور، فيما كانوا يعدون من خلال اللجنة التشريعية بمجلس الشعب، قانونا جديدا يتضمن معايير تشكيل الجمعية التأسيسية وينص على ضم 30 نائبا من البرلمان إلى تشكيلها، بهدف تحصين هذا التشكيل من الطعن عليه أمام المحكمة الدستورية العليا رغم مخالفته الإعلان الدستورى. ما هذا؟ أهو العناد الأجوف لتغليب إرادة سلطة على أخرى لا أكثر، ولتذهب مصالح الأمة إلى الجحيم؟ أهو افتعال لصدام وأزمات مع قوى المجتمع بدلاً من ممارسة القيادة الرشيدة وأول عناصرها المشاركة؟
الفترة المقبلة ستشهد تأجيجا لهذا الصراع كما ستشهد استعراضات بهلوانية لكومبارس الجماعة وأبواقها فى ميدان التحرير لخداع البسطاء بأن البرلمان يتعرض لتهديدات تحول دون مممارسة سلطاته، بينما الحقيقة أن نواب التنظيمات والجماعات السرية اختطفوا مجلسى الشعب والشورى بعيدا عن نبض الشعب وضد مبدأ الشورى معاً، ولم يتبق لنا إلا أن نلوذ بحكمة المصريين أصحاب البلد، «اصبر على برلمان السَّو، يا يرحل يا تجيله مصيبة تشيله»!.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة