يسرى الفخرانى

البيضة والكتكوت!

الإثنين، 23 أبريل 2012 03:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
.. «اقرأ». صدق الله العظيم، ومع ذلك لا نقرأ، وإذا قرأنا لانفهم. نحن أمة اقرأ.. أول أمر إلهى لنا أن نقرأ لنعرف ونتعلم. وأول درس لـ«أبوالأنبياء» آدم عليه السلام، أن يتعلم الأسماء كلها.

الحياة كلها خلقها الله على العلم.. لنعلم ونتعلم وننقل العلم وننتفع بالعلم ونتناقش بالعلم، ونفهم بالعلم ماخفى عن عقولنا.

الجاهل إنسان حكم على نفسه أن يفقد أغلى مامنحه الله لنا وهو نعمة التفكير عن علم. «علم الإنسان مالم يعلم». صدق الله العظيم.

العلم ليس أن تقرأ هذه الكلمات، إنما العلم أن تفهمهما وتتأملها. ألا تمر عليها مرور الكرام، لكن أن نزداد عمقا بها.

فى هذا الظرف الذى نمر به أو يمر بنا. أن نقرأ ونفهم هو الأمل الباقى لنعرف الصواب من الخطأ. لنختار خطوتنا التالية بحكمة ودقة. تحولت ثقافتنا مؤخراً إلى ثقافة الاستماع وليس القراءة. والاستماع الخطأ يؤدى إلى انحراف عن الحقيقة، أو المعلومة الصحيحة. وتراكم المعلومات الخطأ كارثة، لأنها تؤدى إلى قرارات خاطئة.. وإختيارات خاطئة.

على عتبة اختيار رئيس جمهورية مصر، يتوقف الحل عند أن نقرأ لنفهم، وليس أن نسمع لنعرف. فرق كبير، المشكلة أن الصفوة التى تتحمل مسؤولية أن تقرأ لتعرف.. تحولت إلى ثقافة الاستماع. أو ثقافة: قالوا له!

نجلس لنتناقش. فنجد الحوار كله على طريقة: قالوا له!. الصفوة تتخذ قرارها ومعلوماتها بالكلمات المسموعة، وليس المقروءة. وهكذا أصبحت الحوارات المصيرية التى من المفترض أن تقود إلى مستقبل، تبدو مثل رغاوى الصابون.

إننا نريد انتخابات صادقة، الحقيقة فيها هى التى تقود إلى الاختيار وليس الهوى والأمنيات والرغبة الشخصية. دور الصفوة المثقفة أن تقرأ وأن تنقل ماتقرأ بكل دقة وأمانة إلى من حولهم.

الكلمة أمانة. والصمت أمانة لمن لايملك القدرة على أن يتكلم بما هو حقيقى. وكنت أتمنى أن تصمت الأغلبية التى لا تعرف. فليست الديمقراطية أن يقرر الجاهل مصير الجميع، لمجرد أن وجد عنده كلمتين ينشر بهما الفوضى.

المؤمن هو من يتكلم بالدين عن حق، وفى الدين عن علم. وهؤلاء قلة. وهى قلة وجدت أن الحظ للحمقى ففضلت الصمت.

إن محو أمية وطن لا تتوقف عند تعليم الحروف والكلمات.. محو الأمية الذى يجب أن نصل إليه، هو أن نقرأ ونفهم مانقرأ، وهو أمر بعيد تماماً عن الحالة التى وصلنا لها. فقد غسل الجهل المخ.. فأصبحنا على حافة سقوط قاتل فى الشعوذة والدجل والأساطير. مرحلة يقف فيها المهرجون على النواصى، والدجالون على قمة المشهد، والحواة يهتفون: جلا جلا.. ولا نعرف الفرق بين البيضة والكتكوت!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة