يظن بعض المتفرنجين أن التقدم والرقى لا يكون إلا بتعلم اللغات الأجنبية دون اللغة العربية، كيف تحترمنا الأمم ونحن لا نحترم لغة القرآن وهى اللغة الأم، ونبحث عن العزة والكرامة بتغريب المجتمع.
تعلم اللغات الأجنبية ضرورة للتعرف على ثقافات الأمم ولكن يجب أن يأتى ذلك فى المرتبة الثانية بعد اللغة العربية لسان حال العرب وكل من يتحدثها، كيف يسعى المسلمون فى العالم
إلى قراءة القرآن باللغة العربية وقد وصل عددهم إلى مليار و600 مليون نسمة ولم تصبح اللغة العربية الأولى عالميا.
كثير من مظاهر التغريب أصاب اللغة العربية بداية من اهتمام المدارس فى مرحلة التعليم الأساسى باللغات الأجنبية دون الاهتمام باللغة العربية فتجد الطفل يقرأ فى صغره الأرقام ويردد بعض الأناشيد باللغات الأجنبية، وتجد جودة المطبوعات المخصصة لتعليم اللغات الأجنبية تفوق بمراحل جودة المطبوعات المخصصة لتعليم اللغة العربية.
أما عن أسماء المحال التجارية فحدث ولا حرج سواء فى الأحياء الراقية أو الشعبية فتجدها تحولت إلى أسماء أجنبية وكأننا نعيش فى إنجلترا أو فرنسا، فاللغة العربية أصبحت غريبة فى وطنها.
وما زاد الطين بلة استخدام ما يسمى "الفرانكو آراب" فيستخدم الشباب حروف اللغة الإنجليزية لكتابة كلمات تنطق باللغة العربية، فهل يعلم هؤلاء أن اللغة العربية هى لغة ثرية بالمفردات والمعانى التى تفوق كل لغات العالم.
نحن فى حاجة إلى عقد أكثر من مؤتمر على غرار مؤتمرى الأردن والمدينة المنورة حيث عقدا خلال الأسابيع الماضية وطرحت من خلالهما الأبحاث التى حاولت تشخيص الأمراض التى أصابت متحدثى اللغة العربية ووضع حلولاً ناجزة لعلاجها والحث على العودة إلى التحدث بها من خلال وسائل الإعلام ومطالبة الحكومات العربية بضرورة استخدام اللغة العربية الفصحى فى الوزارات، وقد أوصى المشاركون حكومات الدول العربية كافة بضرورة تفعيل ما تنص عليه أنظمتها من أن اللغة العربية هى لغة الدولة، وما يقتضيه ذلك التفعيل من إلزام الجهات والمؤسسات الحكومية والمصارف والشركات والهيئات والجامعات العامة باعتماد اللغة العربية لغة رئيسية فى مراسلاتها وعقودها ووثائقها وتعاملاتها باعتبارها عنواناً للهوية.
القضية مطروحة للمسئولين لتصحيح مسار اللغة العربية واستعادة مكانتها الطبيعية وتأصيلها فى أذهان الأجيال القادمة والاهتمام بمعلميها وإعطائهم المكانة اللائقة بهم مادياً وأدبياً.
يجب على المسئولين الاهتمام بمقدمى البرامج الإذاعية والتليفزيونية وقارئى نشرات الأخبار ومقدمى البرامج الحوارية وأن يشترط للتقدم لتلك الوظائف إجادة اللغة العربية كتابة ونطقاً، وأن يحرص مقدمو برامج الأطفال على تقديمها بلغة عربية فصحى سهلة الاستيعاب فالتعليم فى الصغر كالنقش على الحجر.
علينا الاعتزاز بلغتنا العربية الجميلة فهويتنا فى لغتنا فإذا بعدنا عنها وعن تأصيل التحدث بها بين الأجيال القادمة ضاعت عزتنا ونال ذلك من تاريخنا التليد، فاحترام العالم يأتى من احترامنا لتراثنا ولغتنا العربية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة