قد تقوم الدنيا على التدافع والمجازفة والتقدير والتفكير، فذلك كله مناط بنائها وتعميرها واستمرارها، ولكن أن يكون الإقصاء والتشكيك والتزوير هو السبيل الوحيد أمام بعض القوى السياسية، فهذا ما لا يرضاه ولا يقبله عقل، فضلاً عن أنه لا تقوم عليه الأوطان والحضارات.
ونعلم جميعاً أنه لا يصلح الجسد إلا برأس، ولا يكون الجسد كله رأسًا، فقد قسّم الله المواهب والعقول والقوى والقدرات، كما خلق سبحانه وتعالى الاختلاف، فهذا يكمل عمل هذا، وذاك يدبر لأمر ذاك، كما أنه ليس فى العمل شريف ووضيع، وإنما مناط الأمر الإتقان والحب وحفظ الكرامة والبعد عن البغض والكراهية والإقصاء، للوصول بذلك كله لخير وطن يحتوينا ونحتويه.
ألوم بل وأتعجب كل العجب من بعض القوى السياسية التى أقامت الدنيا ولم تقعدها، عندما تورط المجلس العسكرى والحكومة وبعض القضاة فى قضية التمويل الأجنبى، لأجدهم اليوم يصدقونهم فى أمر أبو إسماعيل، فيما يتعلق بجنسية والدته ونشرهم لصور ومستندات لا تغنى ولا تسمن من جوع، فالأوراق - أيها العاقل المحب لإظهار الحق - خالية من التوقيع وكافة الشروط القانونية، التى تصلح للاحتجاج بها، كما أنها لا تحتوى على أختام تدل أنها صادرة عن أمريكا، كما أنها تعتبر أيضا صوراً ضوئية مجحودة.
كان الرجل قد رفع دعوى قضائية واستصدر حكماً قضائياً أثبت أحقيته فى الاستمرار فى انتخابات الرئاسة، ومع ذلك قررت اللجنة الرئاسية إقصاءه عن الانتخابات، تحدياً لحكم القضاء، والشيخ يعد لهم الآن ليكشف للعالم كله كذبهم وافتراءهم، وسوف يستصدر حكماً قضائياً صريحاً بأن اللجنة قد وصفت الأوراق المقدمة إليها بأوصاف ليست فيها على سبيل الافتراء، وأن الأوراق خالية من التوقيع وكافة الشروط القانونية، التى تصلح للاحتجاج بها.
عاقلو ومحبو الوطن، الأمر الآن لا يتعلق بأبو إسماعيل فحسب، الأمر يتعلق بتدبير لإماتة الثورة والانقضاض عليها، فهذا الإقصاء لو دل على شىء فإنما يدل على أن التزوير قادم، وأن أذيال النظام مازالوا يحكمون ويتحكمون فى الانتخابات الرئاسية، وظهر ذلك جلياً مع حازم صلاح وخيرت الشاطر، ودعنى أسالك بعض الأسئلة، والتى أريدك أن تفكر فيها أكثر من الإجابة عنها، فأولاً: ألا تظن معى مجرد ظن بنسبة 1% أن هناك من دبر ليبعد الشيخ حازم عن السباق الرئاسى، لاسيما أن صيته أخذ منحنى أعلى مما كان يتصور أحد منا؟.
ثانياً: هل تعلم أنه من مصلحة أمريكا ألا يترشح من ينتمى إلى التيار الإسلامى، خاصة السلفى، ليتقلد رئاسة مصر، لأنه بذلك سيعطل لها مصالحها التى ستكشفها على حقيقتها وسيتبين للعالم بأسره مقدار أمريكا الحقيقى وقذارتها المعلنة؟.
ثالثاً: هل تعلم أن إسرائيل تموت كل يوم ألف مرة لمجرد أن أحد الإسلاميين سيصل للحكم، بل هل تعلم أن ما تفعله على الحدود وادعاءاتها الباطلة، التى لا تدخل عقل أصغر طفل مصرى، هو نتاج احتمال فوز أحد الإسلاميين برئاسة مصر؟.
أزعم أن ثمة علاقة آثمة وألاعيب قذرة دبرت لإقصاء الرجل، الذى قال فى أحد البرامج عندما قال له المحاور، "عندما تولى السادات الرئاسة انحنى لتمثال الرئيس عبد الناصر، وعندما تولى مبارك كان نشيطاً طيباً لا يعمل إلا للوطن، فضلاً عن أنه كان يستشهد باقتباسات من القرآن والسنة.. ماذا يضمن لى وللشعب المصرى ألا تتغير وألا تتبدل"، فكان رد الرجل مفاجأة، فقد قال الرجل، "ولا حاجة"، وقال على الشعب أن يجد نفسه ويحرس الحاكم ويراقبه، لأنه لا يوجد أحد مضمون، لا أنا ولا غيرى، ولابد ألا تقول إن ضمان فلان هو "شخصه"، وقال ليس معنى أن يأتى شخص ذو لحية وزبيبة صلاة وعمامة، أن يكون مضموناً، وضرب مثالاً بعمر بن الخطاب، رضى الله عنه، أنه حينما تولى الخلافة، قال للشعب إذا وجدتمونى على خير فأعينونى، وإذا وجدتمونى على باطل فقومونى، فهذه دعوة للشعب ليحرص الحاكم ويراقبه، وقال لست أفضل من عمر ولا أبو بكر.
أيها الوطنى المحب للمعشوقة مصر، لست بصدد الدفاع عن أبو إسماعيل، بل فقط أريد معك وطناً أُسس على الديمقراطية على الحق، لا وطناً أسس على سياسة الخداع والتزوير والغش والتواطؤ والمؤامرات والإقصاء والمصالح.
للأسف لسنا فى دولة قانون، لأن لو فى قانون توجب عليه أن يكون واضحاً أكثر من كده، لله الأمر من قبل ومن بعد، ونحسبه خيراً لمصر وللرجل، لكن نظام مبارك مازال يحكم، وللأسف ننسى ونتناسى ما يُفعل بنا لأسباب حزبية وآراء مختلفة.
وللعلم أم الرئيس الراحل السادات كانت سودانية، وتزوج بغير مصرية قبل أن يكون رئيساً، ورأينا الرجل حارب من أجل مصر ومات على أرضها.
أرجو أن تفكر فى الأمر من جديد ستجد الرجل على حق.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
nabil
سنحيا كاذبون
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
هل تعلم أن إسرائيل تموت كل يوم ألف مرة لمجرد أن أحد الإسلاميين سيصل للحكم !!!
عدد الردود 0
بواسطة:
درة مصونة
جزاك الله خيرا
عدد الردود 0
بواسطة:
سعيد هيبه
والله أيها الكاتب المحترم كدت أن أبكى لأننى وأخيرا وجدت رجلا يحترم قلمه
عدد الردود 0
بواسطة:
د. شريف عمر
أحييك أستاذ مصطفى
عدد الردود 0
بواسطة:
سعيد هيبه
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا فأنت والله إبن حلال لست كالآخرين
ربنا يثبتك أنت الآخر على الحق
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد جعفر
حازمووووووووووووووووووووووووون
عدد الردود 0
بواسطة:
سعيد هيبه
أتمنى لو أكتب لك مليار تعليق إستحسان وشكر لما كتبته من الحق
عدد الردود 0
بواسطة:
سعيد هيبه
جزاك الله خيرا أيها الكاتب المحترم ولكنهم لا يثقون فى أنهم سيقفون بين يدى الله الجبار
عدد الردود 0
بواسطة:
امل شاهين
لا نلتمس لهم العذر.....خذلنا أدعياء الديموقراطية(بعضهم)