مجدى أحمد على

ما كان من الأول

الأربعاء، 18 أبريل 2012 03:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعدما تصور التيار الفاشى المتسربل بالدين أن حلمهم بإحكام القبضة على مصر بات قريب التحقق.. وأنهم -فى غفلة من التاريخ- سوف يبسطون جهلهم على الأمة كلها، رفضا للعلم وكرها فى الحرية، وانتصارا للديكتاتورية المحصنة بدعاوى تمثيل إرادة الله، إذا بالأمور تنقلب رأسا على عقب:
1 - حكم تاريخى ببطلان تشكيل الجمعية التى تشكلت بليل لتصنع دستورا لوطن لم يمنح واضعيه المفترضين سوى شرعية مؤقتة «فى ظل ظروف خاصة ومشتبكة وغير شفافة» قفزا على إرادة أمة متنوعة عميقة التركيب يظنها الجاهل غافلة عما يدبر لها.

2 - نزول نائب الرئيس المخلوع إلى حلبة سباق الرئاسة، الأمر الذى لم يزعجهم فى البداية حتى أبلغتهم قياداتهم فى الشارع بما أصابهم بالهلع الحقيقى ليس على الشعب والثورة، كما يدعون، بل على مستقبلهم السياسى بأكمله فى ظل الشعبية الطاغية «!!» التى فوجئوا بأن الرجل مازال يتمتع بها، والتى نرى أنها رد فعل طبيعى على أداء المجلس العسكرى والإخوان فى الفترة السابقة والذى لم يجد أمامه بسطاء الناس، وسيلة للخلاص من الفوضى والتطرف والتكويش والغباء السياسى والكذب والنفاق والتدليس، إلا الإتيان برجل قوى يعيد الأمور إلى نصابها، حتى لو كان هذا القوى من رموز النظام العفن الذى أسقطه شباب لم يرهم الناس ممثلين على أى مستوى فى كل خطط العسكر والمتأسلمين.

أدرك الفاشيون الجدد أن مشروعهم بأكمله فى خطر حقيقى، فاعتدلت لغتهم بشكل مفاجئ وأصبحنا نرى اعتذارات رقيقة وتقليصا لدور متحدثيهم الفصحاء الذين أغرقوهم فى بحار التعالى والكبر والجهل بأبسط قواعد العمل السياسى فى مجتمع معقد ومرتبك.
بدأ الحديث -المتأخر جدا- عن التوافق وعن إمكانية سحب مرشح الرئاسة طبقا «لوعدهم» الأول ضمن طابور الحنث الطويل بالوعود وعن ضرورة التلاقى على المشتركات الوطنية لإنقاذ الثورة «التى تخلوا عنها أيام الاستكبار» والوطن الذى باعوه بإطلاق سراح السجناء، وإعفائهم من آثار العقوبة بقرار من المشير! ومن المحكمة العسكرية التى لاتزال أحكامها سارية بحبس أكثر من ألف من الثوار.

كيف نصدقهم ونعود إلى الحديث معهم؟! أمن أجل أن نعيد لهم بعضا من جماهيرية فقدوها لأن الناس اكتشفوا فى أيام قليلة حجم الخديعة باسم الدين التى أوشكوا أن يقعوا فى براثنها؟! هل آمنوا بالديمقراطية حقا، وهم حتى الآن يرفضونها عندما لا تحقق -بالضبط- أهدافهم ويرفضون تلاوة «القسم الدستورى» للمجلس الذى يمثل إرادة شعبية أتت بهم لحل مشاكلهم وليس لقطع جلسات العمل الذى قدسه الله من أجل التظاهر بالتدين وأداء الصلاة فى أوقاتها؟.. هل يومنون الآن بالديمقراطية، وإن استبعدتهم الجماهير فى أى انتخابات قادمة بعدما رأوا من احتقار حق الناس فى التعبير والحرية؟ أم يهددون بالدماء والعوده للجهاد المسلح عندما تطبق عليهم القوانين التى ارتضاها الناس؟
نريد للمركب أن تسير، فلا مصلحة لأحد فى توقفها ولا خير فى محاولة ملئها بالثقوب كى نغرق جميعا.. نقبل الحلول الوسط، ونفهم الرغبات الصادقة لبعضهم فى ضرورة الانطلاق نحو تحقيق الأمل فى لم الشمل، والبدء فورا فى وضع خطة الإنقاذ العاجل لوطن منكوب فى قيادته وزعمائه.. قبل أن يقرر الشعب المحبط يأسه فى الثورة ومن التغيير، وأن يعود إلى سابق عهده مستكينا راضيا بأقل القليل.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة