رمضان العباسى

الإخوان أحضروا سليمان فهل يستطيعون أن يصرفوه؟

الجمعة، 13 أبريل 2012 07:45 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تقول الأمثل الشعبية غلطة الشاطر بألف، ولأن جماعة الإخوان المسلمين ومعها بالطبع السلفيون كانت الأكثر شطارة فى الاستفادة من الثورة المصرية، طوال الفترة الماضية ونجحت فى تحقيق الكثير من أحلامها فى الوقت الذى انشغلت فيه التيارات الفكرية والسياسية الأخرى بمعاركها مع المجلس العسكرى، كانت غلطة الإخوان بألف، وربما بمليون، فقد تسبب الإخوان بأخطائهم الإستراتيجية واندفاعهم نحو السلطة وتخليهم عن الثوار فى عودة الفلول إلى الساحة السياسية ومنحهم الفرصة للانقضاض على الثورة، وخاصة بعدما نجح المجلس العسكرى فى اختزال الصراع على مصر بين التيار الإسلامى بعد تشويه صورته والفلول، وكأنه يريد أن يجعل الجميع سواسية فى الإثم وعلى الشعب الاختيار من بين الآثمين.
الإخوان سقطوا فى الفخ عدة مرات منذ قيام الثورة، ووجدوا أنفسهم يسبحون فى بحور المجلس العسكرى، فى كل مرة لم يفلحوا فى الخروج من هذا البحر المتلاطم، فمنذ اللحظة الأولى لانطلاق شرارة الثورة تأخر الإخوان فى ركوب قطارها، وبعد أن لحقوا بالقطار وافقوا على الاجتماع بعمر سليمان نائب رئيس الدولة فى ذلك الوقت، علماً أن الاجتماع كان يهدف إلى تصفية الثورة فى مهدها.
وبعد نجاح الثورة والتخلص من الرئيس البائد أو الحمل الزائد كما يسميه العسكر، اتخذ المجلس العسكرى من الإخوان جسراً لعبور الأزمات، بدءا من الاستفتاء المشئوم، ثم وجد فيهم الملاذ الآمن لإنقاذه من ثورة جديدة كادت أن تعصف بالعسكر وبقايا الفلول وخاصة بعد إهانة المجلس العسكرى وكسر كبريائه فى أحداث ماسبيرو ومجلس الوزراء وغيرها، فكانت سياسة الفلول والمجلس العسكرى طول الوقت شق الصف بين الثوار من خلال المواجهة بين الليبراليين والإخوان، وفى كل مرة يحاول الإخوان الإفلات من الفخ كان المجلس العسكرى يقدم لهم الهدايا ويمنحهم الأمل فى الحصول على أكبر قطعة من التورتة، ليس حباً فيهم بالطبع وإنما لضمان إنقاذه من بطش الثوار الذين كانوا يريدون تطهير البلاد من كل أعوان النظام البائد.
لقد ظن الإخوان أن حصولهم على الأغلبية فى مجلس الشعب جعل منهم قوة لا تقهر، دون إدراك أن المجلس العسكرى كان يتحكم فى حجم تلك القوة، فيمنحها الحق لممارسة بعض المهام، وعندما تتجاوز خطته يضع العراقيل فى طريقها، وبالرغم من ذلك ظلت الجماعة متمسكة بالبقاء فى أحضانه، وعندما وجد المجلس العسكرى أن دور الإخوان فى مساعدته وإنقاذه انتهى ولم يعد فى حاجة إليهم، بعد أن حقق كل ما يريد بدء من الاستفتاء وصولاً إلى انتخابات الرئاسة قرر الإطاحة بهم والإجهاز عليهم سياسيا بدلاً من الحل الأمنى الذى مارسه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ضدهم ليؤكد المجلس العسكرى أنه طور من خططه وإستراتيجيته فى التعامل مع الجماعة، بينما ظل الإخوان مشغولون بثقب الضوء الذى فتحه لهم المجلس العسكرى فى نفق الوطن.
لم يكتف المجلس العسكرى بشق صف الثوار من خلال إذكاء الصراع بين الليبراليين والإخوان وإنما قام بإحداث شرخ عميق بين الإخوان وأنصارهم فى الشارع، بعدما أجبر الحكومة على عدم التعاون مع مجلس الشعب حتى يبدو مجرد منصة للخطابة أو مكلمة لا تسمن ولا تغنى من جوع، وبذلك أفقد الإخوان الكثير من شعبيتهم، وأصبح الناس ينظرون إليهم نظرة العاجز أحيانا واللهاث وراء السلطة أحيانا أخرى.
وبعد أن تحقق للمجلس العسكرى كل ما أراده وأصبح ممسكا بكل الخيوط وأعاد الفلول إلى الساحة السياسية من أوسع أبوابها، نزل عليهم بالضربة القاضية ودفع بعمر سليمان رئيسا للجمهورية بعد أن تيقن أن رجليه أحمد شفيق وعمر موسى غير قادرين على الوصول إلى كرسى الرئاسة.
لقد رفض المجلس العسكرى اتخاذ أى قرار يمكن أن يعزل الفلول وغض الطرف عن قانون العزل السياسى وأصر على حماية مبارك وأعوانه وترك الفلول يمارسون هوياتهم فى تصفية الثورة وتصدير الأزمات المتعددة للشعب عن عمد حتى يغرق فى مشاكله اليومية، ويلعن الثورة وأيامها، وفى كل مرة كان المجلس يحمى يظهره بالإخوان، ويجعل منهم شوكة فى ظهر الثوار، حتى اكتشاف الجميع أن المجلس العسكرى كان أكثر شطارة ومهارة فى تحقيق أغراضه على حسابهم، فهل يستطيع الإخوان ومعهم التيار الإسلامى وباقى الثوار أن يصرفوا هؤلاء الفلول ويعيدوهم إلى جحورهم، أم سيستمرون فى نفس السياسة حتى يتم القضاء على الثورة بالضربة القاضية وتصبح مجرد هوجه كما يسميها الفلول، ونجد الشاطر عمر وليس خيرت، أو أبو الفتوح أو حمدين.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة