قال الإمام على رضى الله عنه «أحمد الله وأستعينه على ما أنعم به، وأتوكل عليه توكل المستسلم لقدرته، المتبرئ من الحول والقوة إلا به»، وأول القرآن «الحمد لله رب العالمين»، وقال رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «أَحِبوا اللهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ بِهِ مِنْ نِعَمِهِ ، وَأَحِبُّونِى لِحُبِّ اللهِ ، وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِى لِحُبِّى». إن نعم الله لا حد لها ولا حصر. يرزق الله سبحانه عباده المؤمنين وغير المؤمنين لأنه الكريم الوهاب. ولكن رزق المؤمن الورع الذى يتحرى الحلال ويتحرك فى الحياة وقلبه ساجد لربه يكون مباركًا فيه، يأتى بالخير للعبد المؤمن وينفق فى مرضات الله العلى العظيم. الله هو الرحمن الرحيم، لا يتصف باسم الرحمن سواه، الكل عباده وهو الملك القدوس. من ابتعد عنه ضل الطريق وغاب قلبه وعقله عن الصراط المستقيم، حتى وإن كان من أصحاب الخزائن والأرصدة. فالعبادة هى الحب لملك الملوك، وبالحب يتطهر السلوك وتتعافى الروح وتنفك قيودها الحسية، وتسعى إلى موطنها حيث الأنوار، وبالتالى يرفع الحجاب بحبها الخالص لربها سبحانه وتعالى ولنبيها رحمة العالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. يطلب العبد المؤمن من الله فى كل صلاة مفروضة الصراط المستقيم إنه الصراط الذى أنعم به الله سبحانه وتعالى على الأولياء والأصفياء والصالحين، إنه الصراط الذى جاد به الله الكريم على المؤمنين حتى يتحرروا من مكائد الشيطان وأهواء النفس ومضايقتها. إنه صراط الذين أنعم الله عليهم بالعبودية بعد أن أدركوا حقيقة الكون والخلق وأنه لا إله إلا الله.
يسلم المؤمن زمام أمره لله سبحانه وتعالى فيكتشف جمال الكون والخلق وجمال نفسه التى خضعت لله العزيز الحكيم، فيفعل ما هو جميل ونافع، والمنفعة جمال ظاهر، والذكر جمال باطن، جمال عقلى وقلبى، «اذكروا الله ذكرًا كثيرًا»، ومن وصايا الإمام على رضى الله عنه وكرم الله العظيم وجهه: «أوصيكم عباد الله بتقوى الله فإنها العصمة من الضلال والسبيل إلى النجاة». وقال الرسول الخاتم عليه أزكى السلام والتحية: «من أحب سنتى فقد أحبنى ومن أحبنى كان معى فى الجنة». إن حب الله سبحانه وتعالى وحب سيدنا محمد خير خلق الله هو سعادة الدارين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة