فاطمة خير

«كيف تسرق دولة؟».. من الكتالوج المصرى

الخميس، 29 مارس 2012 03:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الدليل مجانى، ويمكن الحصول عليه بدراسة وثائقيات الحالة المصرية 2011 - 2012، ولأن المصريين – كما نعرف جميعاً – مبدعون، يمكن أن تعد نفسك بقدرٍ كبيرٍ من المتعة، وأنت تدرس «الكتالوج المصرى».
«كيف تسرق دولة؟»، لن يكون درساً صعباً على الفهم، فكل شىء مكتوب وموثق بالصورة والفيديو، هذا بالنسبة للمادة التى ستحتاجها الكتابة للدراما، أما بالنسبة للتراجيديا.. فحدث ولا حرج.. لدينا منها الكثير: قتلى وجرحى وشهداء ومصابون وأسر ملتاعة ويتامى وأرامل وأمهات ثكالى، وفيما يخص الكوميديا.. هنا تحديداً يمكن الاطمئنان أن المادة ستكون كنهر النيل لا تنضب، كل ما عليك فعله، هو أن تطالع حسابات المصريين على الفيس بوك، وتتابع تعليقاتهم الساخرة على الشأن المصرى ؛ لتضحك إلى حد البكاء، لكنك فى الليل لن تستطيع – مهما حاولت – أن تنام ملء جفنيك!.
«كيف تسرق دولة؟»، هو دليل توضيحى شارك فى كتابته المصريون جميعهم، بثوارهم ومناضليهم وساستهم، وحتى أعضاء حزب الكنبة منهم!، حسنو النية منهم وأصحاب نية السوء، من أراد الخير لهذا الوطن، ومن لم يسع سوى لسرقته، الضعفاء والأقوياء، من ادعى العفة، ومن اتصف بها فعلاً، من صام عن الحرام مهما بلغت درجة احتياجه، ومن استحل الرزق الحرام يكوى به جوف أبنائه، الأثرياء والفقراء، المتعلمون والأميون، المثقفون والجهلة، أبناء العائلات الأصيلة وأطفال الشوارع، كلنا شركاء فى الجريمة: من سرق الدولة.. ومن تركها لتصبح فريسة، الضحايا الحقيقيون والوحيدون هم أبناؤنا، من هم فى حضانتنا الآن، ومن سيولد منهم فى المستقبل، وحدهم يدفعون ثمن اختيار لم يقوموا به، ربما لن يسامحونا.. لكنهم بالتأكيد سيتعذبون أكثر منا، نحن على الأقل عاصرنا بقايا دولة، هم لن يعرفوا عنها شيئا أصلاً.
«كيف تسرق دولة؟»، دليل بطعم «حلال»، صناعة مصرية %100، اللحوم فيه مذبوحة على الطريقة الإسلامية، لحوم مواطنين «اتربت على الغالى»، ثم جاء أوان قطافها، فذاق حلاوتها من لا يستحقون، سالت دماء المصريين من أفواههم ووصلت حتى اللحى «المباركة»، نعم.. فقد كانوا يضحكون وهم يمضغون لحوم المصريين، لم ينتظروا حتى ابتلاعها، الفرحة كانت أكبر من القدرة على الانتظار.
حكى لى الصديق المفكر إسلام بحيرى، كيف أن مواطناً صحا يوماً عادياً بالنسبة له، ونزل يسير فى الشارع كعادته، ليكتشف أنه لا دولة هناك.. وأنه قد سُرِقَ بحق.. سُرِقَت دولته. لكن يا إسلام، يبقى السؤال: هل يؤمن المواطن المصرى أن دولته قد سُرِقَت فعلاً؟ أم لا يزال فى مرحلة الإنكار؟.
نحتاج أن نحتفظ فى خانة «الجنسية» بـ«مصرى»، لا «لاجىء» أو «بدون»، أن يحصل أبناؤنا على جنسيةٍ فى شهادات الميلاد، لا على خانةٍ فارغة، نحتاج أن نحتمى فى دولة، لا أن نتسول هوية، نحن أكبر وأعظم وأعرق من مصائر من استسلموا قبلنا لأعداء الدولة، فراحوا ضحيةً لمن هدموا دولهم، لقاء سلطاتٍ مزيفة منحها لهم أرباب نعمهم، واستحلوا مقابلها أعراض بلادهم.
يا شعبى العظيم، أبناء بلدى الكرام: إما أنها المعركة الأخيرة لاقتناص «الدولة» من أسنان أعداء الدولة والحرية والهوية المصرية، وإما أنها النهاية قادمة لا محالة، فلا عاصم اليوم من انهيارٍ عظيم.. سوى أمر ربى.. وعزيمتنا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة