نجحت الدول المتقدمة فى حجز مكانة متميزة فى شتى مجالات الحياة عبر نافذة التعليم المتطور. لم يعد التقدم حكراً على تاريخ الأمم بل على مدى أخذها بسبل التقدم واحترام عقلية البشر.
التعليم منظومة تحتاج إلى تكثيف الجهد، والعمل بجد ليل نهار والاستعانة بالخبراء والمتخصصين والاطلاع على التجارب الناجحة، والتى أتت بثمارها، وغيرت ملامح ومكانة دولها، ووضعتها فى مصاف الدول المتقدمة.
التطوير فى مجال التعليم يشمل كافة عناصره، وعلى رأسها المعلم الذى يجب إعداده جيداً من الناحية العلمية والتربوية، فهو صانع الأجيال، وحتى لا نظلم المعلم الذى يعمل بأسمى المهن ومفتاح التقدم، علينا أن نعطيه حقه الأدبى والمادى، فيعاد صياغة وهيكلة نظام الأجور للمعلمين، بما يتناسب ومكانتهم العلمية والأدبية، ويكون ذلك عاملاً مساعداً للقضاء على آفة الدروس الخصوصية التى أنهكت كاهل الأسر المصرية، واستنزفت دخولها التى يذهب معظمها إلى التعليم فقط.
المناهج الدراسية، خاصة فى مراحل التعليم الأساسى، يجب أن تراعى تطور عقلية الطفل المصرى الذى يستقى مرجعيته الثقافية من المنزل والكمبيوتر والنادى والشارع والفضائيات. فعلى واضعى المناهج الدراسية الأخذ فى الاعتبار كل تلك المصادر المعلوماتية التى تؤثر بالإيجاب والسلب معاً فى شخصية الطفل وتحدد نمط سلوكه.
والتكنولوجيا فى التعليم والوسائل التعليمية الحديثة لم تعد رفاهية بل معين رئيسى فى توصيل المعلومات إلى التلاميذ، وللتواصل معهم، فلم تعد تجدى طرق التدريس التقليدية، فالطالب يمكن أن يطالع دروسه ويؤدى واجباته من المنزل، عن طريق جهاز الكمبيوتر، الذى لا يتوفر لكل تلميذ، ولكن يمكن توفيره بجميع المدارس، وذلك لتفاوت المستويات الاجتماعية فى المجتمع المصرى.
وتتنوع المدارس فى مصر مابين حكومى وتجريبى وأمريكى وألمانى وفرنسى، فنحن نتحدث عن مرحلة تعليمية واحدة ومناهج تعليمية مختلفة تدرس بطرق شتى، مما يدفع إلى تغريب المجتمع واختلاف الثقافات المقدمة إلى مواطن فى النهاية هو مصرى يحتاج إلى الشعور بالعدل، فيما يقدم له من خدمات تعليمية حتى يدفعه ذلك للشعور بالانتماء لهذا الوطن، فلا نريد اختلافاً فى مرجعيات الثقافة بل توحيد تلك المرجعيات الثقافية؛ لأننا نعيش على أرض واحدة ونخدم وطناً واحداً، لذلك علينا توحيد مناهج التعليم فى المرحلة التعليمية الواحدة، وأن نستعيد المكانة التعليمية للمدارس الحكومية التى تتبع الدولة، كما كان فى الماضى، ويصبح التعليم المتطور متاحاً لكل مواطن مصرى فقيراً أوغنياً فهو عماد هذا الوطن ومستقبله.
ولن نستطيع بناء وطن إلا بأيد متشابكة عندما يشعر كل مواطن بالانتماء لوطنه الذى يغذيه التعليم منذ الصغر فى دولة تساوى بين مواطنيها لا فرق بين المواطنين إلا بالجهد والعرق.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة