حازم صلاح الدين

فانتازيا الثورة .. ونظام الإخوان

الخميس، 22 مارس 2012 10:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«يا قبضتى دقى على الجدار.. لحد ليلنا ما يتولد له نهار .. يا قبضتى دقى على الحجر .. لحد ما تصحى جميع البشر .. لحد ما تتفسر الأسرار .. مش فاهم اللى حاصل .. لكن بقلبى واصل .. واللى مش فاهمه عقلى .. بتشرحه السلاسل .. يا قلوب بتنزف دم فى العتمة .. يا قلوب بتنزف دم وتغنى».
بهذه الكلمات الساحرة.. تغنى الموسيقار الكبير عمار الشريعى فى تتر نهاية فيلم «البرىء» بطولة الفنان العبقرى الراحل أحمد زكى، والتى تعبر عما يدور فى شارعنا المصرى طوال الفترة الماضية، فرغم زيادة مساحة الأمل بداخل العديد من المصريين بعد اندلاع ثورة 25 يناير فى مستقبل مشرق يمحو جراح الظلم، فإننى مع تلاحم الأحداث السياسية فى حياتنا اليومية منذ ذلك التاريخ، أشعر كأننا نجسد شخصيات فى أحد أفلام «الفانتازيا» للمخرج الكبير رأفت الميهى .. أخبار بكل لون فى الجرائد وعلى جميع المحطات الفضائية .. مناظرات ومهاترات ومصالح شخصية «كله ماشى والسبوبة تحكم».. ملعون أبوها ثورة .. ودم شهيد إيه ومستقبل بلد إيه .. «الترشح لانتخابات الرئاسة .. فتح يا رجالة».. اوعى تقول فيه انتشار بلطجة فى الشوارع والأمن غائب.. «يا عم اصبر تأسيسية الدستور بقت بين الإخوان والسلفيين».. و«لا أقولك شفت فيلم ركلام».. الأهلى: لن نتنازل عن دم شهداء مجزرة بورسعيد .. ونواب الإخوان فى بورسعيد: لن نسمح بهبوط المصرى. فلم نعد نعرف أين الحقيقة؟.. وأين ستذهب بنا السفينة؟.. فقد أصبحت البوصلة تسير بنا فى اتجاه غامض.. لست متشائماً، ولكنى فى نفس الوقت لا أجد ما يدعو للتفاؤل، ففى كل أحاديثى مع أصدقائى وزملائى فى العمل، أجد أن هناك شبه اتفاق على سفينة الثورة ضلت الطريق، واتولد نظام جديد يقوده الإخوان يسير على نفس درب نظام «المخلوع» مبارك وحزبه الوطنى، وكأن الشعب المصرى موعود بأن يعيش على «المسكنات»، ولا يذوق طعم الحياة الكريمة.
لم أجد سوى كلمات أغنية الملحن أحمد إسماعيل «ليه ياحبيبتى بحب البلد».. حتى أختتم بها مقالى:
.. وليه يا حبيبتى بحب البلد.. وأموت لو أفوتها.. وأموت لو أشوفها قليلة وذليلة.. تفرد إيديها فى طابور الفقارى .. تفرد إيديها وتطلب مدد .. وأموت لو أشوفها تفتح بيوتنا الوسيعة الجميلة لجسم الأعادى لما ينفرد.. وأموت لو أشوف الأعادى فى بلدى بتملك حياة اللى راح يتولد.. أحيل موتى جمرة قصايد غضوبة .. تاخدنى فى مرة لعتمة سجون .. وميت ألف مرة لنبض القلوب .. الجيران .. الأهالى الطوفان .. المدد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة