ودعت مصر بكل طوائفها، مسلمين ومسيحيين، قامة وطنية لا يستطيع أحد إنكار جهودها المخلصة لحماية مصر من الفتن الطائفية والمتطرفين الذين يستقوون بالغرب، إنه البابا شنودة المثقف المصرى، والضابط والصحفى الذى سلك طريق الكهنوت الكنائسى، ووصل لحمل أمانة الكنيسة المصرية الأرثوذكسية.
لقد كان البابا شنودة صخرة صلبة، تحطم عليها مخططات أقباط المهجر الذين حاولوا اختراق الكنيسة، وتسخير حماس شبابها لإشعال الفتن الطائفية، واتخاذ ذلك سبيلاً لفتح الأبواب للغرب لنهش لحم الوطن، وتشتيت صف المصريين، وإن كانوا نجحوا فى تسخير بعض الشباب المتشدد باسم الدين، لكن فطنة البابا شنودة ووعيه بهذه المخططات، أنقذا الكنائس من هذه المخططات الشيطانية.
وبالرغم من أنى انتقدت بعض المواقف للكنيسة فى عصر البابا شنودة، خاصة فى معالجتها لقضية وفاء قسطنطين وما شابهها، حيث أُطلق يد المتشددين فى هذا الملف، فإن المنطق يؤكد أن مسيرة الرجل مليئة بالعطاء الوطنى، ولكل حصان كبوة.
وبالطبع كلنا نتطلع فى المرحلة القادمة لقيادة كنسية واعية بخطورة المرحلة التى تمر بها مصر، وأيضًا تكون معتدلة وبعيدة عن التشدد، الذى من الممكن أن يعرض الوطن لمخاطر لا تحمد عقباها، فطبيعة الأديان السماوية الاعتدال والتعاون مع الآخرين، خاصة إن كانوا شركاء وطن واحد، وتجمعهم صفات مشتركة لا يستطيع أحد الانفكاك عنا.
كما أطالب القيادة الجديدة بالحذر من أيادى الغرب، التى تسعى لإشعال النيران فى مصر، وعلى رأسهم منظمات أقباط المهجر المشبوهة، التى تمول من المخابرات الأمريكية، ولعل من أسوأ نماذجها ورؤوسها موريس صادق ذلك المجرم، الذى طالب أمريكا وإسرائيل باحتلال مصر، وغيره كثيرون ممن سكنوا قصور الغرب، وأعلنوها حربًا لا هوادة فيها على مصر، خاصة بعد صعود التيارات الإسلامية فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
كما أطالب القيادة الجديدة للكنيسة المصرية بحث الشباب القبطى على المشاركة الواضحة فى الحياة السياسية، وعدم وضع القيود على ذلك، فمصر تحتاج لجهود كل أبنائها، والأقباط جزء أصيل من النسيج الوطنى لهذا البلد، كما أتمنى من القوى الإسلامية التى تمثل الأغلبية الآن الاندماج السريع مع القيادة الكنسية الجديدة، ومؤازرتها حتى تسير سفينة الوطن بسلام خلال المرحلة المقبلة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة