هانى صلاح الدين

يا لجنة المائة لا تحولوها لحرب

الأحد، 18 مارس 2012 03:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أى تجمع وطنى يصب فى مصلحة مصر بالتأكيد لابد أن نثمّن خطواته، فالوطن فى أمس الحاجة إلى وجود تكتلات وطنية تسعى بإخلاص، لخروج مصر من كبوتها، وتخطط بتجرد لرفعة البلد، لكن ما نخشاه أن تتحول هذه الكتل الوطنية، لقوى متناحرة ومعلنة للحرب، بعضها على بعض.

وكنت أتمنى أن «مجموعة المائة» من المثقفين والسياسيين والفنانين، التى تم تكوينها مؤخرا، أن تكون إضافة جديدة فى لم الشمل الوطنى، ولا تقصى أحدا من التيارات الوطنية المصرية، ولا تهدر قوته فى محاربة التيارات الإسلامية، فعندما سمعت عن هذا التجمع، استبشرت خيرا وتوقعت أنهم خطوة نحو مظلة وطنية تجمع ولا تفرق، ولكن صدمت عندما تقابلت مع بعض أعضائها، الذين أكدوا أنهم مصممون على مواجهة التيار الإسلامى، ولن يتركوا رموزه تتلاعب بالوطن لحساب مشروعهم العنصرى «حسب وصفهم»، وأنهم لن يسمحوا بتمرير مشروعهم الإسلامى.

لذا وجدنا أن هذه فريق خلى من رموز التيار الإسلامى، المحسوبة على الإخوان أو السلفيين، وأن بيانهم التأسيسى، أشار من طرف خفى باتهامات للإسلاميين، ومحاولة استبعادهم من إطار القوى الثورية، بالرغم من دورهم المحورى فى قيام ونجاح وحماية الثورة، وأرى أن هذه بداية غير موفقة لقامات وطنية محترمة، كنا نتمنى أن تكون أكثر حكمة.

ولا أنكر أن البيان التأسيسى تضمن أهدافا محترمة لا تختلف عليها القوى الوطنية، ومنها ما يخص اختيار الرئيس القادم، فقد حملت الفكرة معانى تحترم، فتأكيد البيان على أن معركة المؤسسة التى تحالفوا من أجلها، لا تعنى اختيار رئيس من بين صفوف الثورة فحسب، وإنما اختيار فريق عمل رئاسى متكامل ومنسجم بصرف النظر عن الروافد، وتصميمهم على اختيار رئيس ونائبين معروضين للرأى العام وللشعب المصرى منذ اللحظة الأولى كفريق متكامل، أراها فكرة لها أبعادها الوطنية القيمة.

لكن لابد أن تعى لجنة المائة أنها جزء من حركة وطنية، ولا تستطيع أن تتجاهل القوى السياسية المؤثرة فى الشارع المصرى، وعلى رأسها التيار الإسلامى، لذا لابد أن يراجعوا بعض عناصرهم الذين يحاولون تسخير هذا التجمع للحرب ضد شركاء نضال، جاهدوا طويلا ودفعوا فاتورة هذه المواقف النضالية، ولم يركعوا أو يتراجعوا، فنحن يجمعنا ما قاله حسن البنا: «فلنعمل فيما اتفقنا عليه، ويعزر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه»، فمصر فى أمس الحاجة لجهد كل أبنائها بمختلف أيديولوجياتهم وأفكارهم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة