مع انطلاق ماراثون الانتخابات الرئاسية، يحاول كل مرشح استقطاب القوى المؤثرة فى الشارع السياسى، وخاصة التيارات الإسلامية، التى من الممكن أن يكون انحيازها لأى منهم مرجحا لكفته، لذا وجدنا صراعا محموما من المرشحين على كسب ثقة الإخوان المسلمين.
وأرى أن معظم المرشحين المطروحين الآن، لم يستطيعوا كسب ثقة هذا الفصيل، وبالطبع سيستبعد الإخوان كل المرشحين المحسوبين على فلول النظام السابق، وعلى رأسهم الفريق أحمد شفيق وعمرو موسى، كما أنهم حسموا موقفهم بالرفض بالنسبة للمرشحين الإسلاميين، وبذلك أصبحت فرص الاختيار صعبة، وإن لم ينجح الإخوان فى الدفع بمرشح يلقى قبولا فى الشارع وبين المصوتين للتيار الإسلامى، خلال الأيام المتبقية من الترشيح، ستكون مهمتهم صعبة للغاية.
لذا أرى أن الحل الأمثل للإخوان، أن يتركوا حرية الاختيار لأعضاء الجماعة وأنصارهم، حتى لا يحسب عليهم الرئيس القادم، ويدفعوا فاتورة تصرفاته، وأفضل لهم أن يكونوا على مسافة واحدة من كل المرشحين، فهم الآن يمثلون الأغلبية التى لابد أن تستوعب الجميع، كما أن لديهم مهام كبيرة على رأسها مشروعهم النهضوى الذى تعد له الجماعة.
والكل يعلم أن أى رئيس قادم لن يستطيع الاصطدام بالقوى الإسلامية، لأنهم أصبحوا الرقم الصعب تجاوزه فى المعادلة السياسية المصرية، وسيكون حريصا كل الحرص على التنسيق معهم من أجل مصلحة الوطن، وعلى الإخوان التفرغ التام لعودة مؤسسات الدولة وتمهيد الأرض لبناء حكومة قوية، والتفعيل الحقيقى لدور البرلمان الذى لابد أن يتجاوز حد التوصيات، بل عليه المبادرة واتخاذ القرارات الحاسمة كما قال النائب المخضرم الشيخ سيد عسكر، وأيضا التخطيط الجيد لحل المشاكل المزمنة.
كما أرى أن حالة التربص التى تعيشها بعض القوى السياسية للإسلاميين، لابد أن تنتهى ويكون هناك مبادرة لجمع شمل القوى الوطنية، قبل مجىء الرئيس القادم، وأتمنى أن تكون هذه المبادرة من الإخوان، وذلك من خلال تفعيل مبادرة المرشد العام للحوار، فى أسرع وقت فليس من مصلحة الوطن حالة التشرذم السياسى التى نعيشعها الآن، ولابد أن يترفع الجميع عن المصالح الحزبية والأيديولوجية الضيقة فمصر تسع الجميع، وتحتاج لجهد كل أبنائها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة