بالقانون: من حق كل مرشح لمنصب رئيس الجمهورية أن ينفق 10 ملايين جنيه على دعايته الانتخابية!. من تحت المائدة: سوف ينفق الخمسة الكبار فى سباق رياسة الجمهورية حوالى نصف المليار جنيه فى الدعاية الانتخابية!
سوف تقفز حالاً على الورق أسئلة غبية من صنف: لماذا يدفع هؤلاء كل هذه الثروة؟ من أين لهم كل هذه الملايين؟ فيم سوف تنفق هذه الميزانية الضخمة؟
لم يتقدم أحدهم حتى الآن ببرنامج واقعى للمستقبل، إنما ببرامج توك شو لزوم التسلية فى السهرة. أصبح السباق إلى قصر الرياسة يشبه المسلسلات التركى. حلقات كثيرة لكن الأحداث ضعيفة. وفى كل حلقة إثارة وانتقام!
سوف تدفع الملايين من تحت المائدة وتضخ فى القنوات التليفزيونية الجديدة التى استعدت باستقبال حافل لإعلانات السادة المرشحين. إعلانات مصورة تم الانتهاء من بعضها يظهر فيها مرشح الرياسة بكامل أناقته (فول ميكب) مبتسم وسط جمهور يصفق له. وسوف توضع صور المرشحين على الكبارى وعلى مداخل المدن مثل نجوم الأغانى.
أحد المرشحين جاء بمخرج أمريكانى على سبيل استشارته فى صورة الفيديو كليب المواكب للحملة. بينما ورش العمل على الفيس بوك تعمل على مدار 24 ساعة.
ما سبق قوله ليس من باب التسلية، إنما من زاوية أن أدبدب فى الأرض لعلى أثير غبار الاستفهام حول من يمول.. من؟ ماهى الجهات التى تمول حملات انتخابات الخمسة الكبار؟ كيف يمكن التلاعب فى الحد الأقصى لرقم ميزانية الدعاية بحيث ينفق المرشح 100 مليون ثم يقدم أوراقا معتمدة ومستندات موثقة على أنه لم يتعد 10 ملايين جنيه الرقم المسموح به؟ هل رقم الـ10 ملايين جنيه رقم كبير ومبالغ فيه؟.. أجيب: هو رقم غير مؤثر فى حملات الإعلان عن عبوة حليب أو كيس شيبسى. وبالتالى فهو أقل من قدرة أى وكالة على تسويق مرشح بعينه للفوز بمنصب رئيس جمهورية. خاصة فى وجود منافسين يدفعون بسخاء.
فى بلد عدد المواطنين الذين يحق لهم التصويت فيه يصل إلى حوالى أربعين مليونا. يحتاج كل مرشح إلى خمسة جنيهات لكل مواطن ليؤثر على صوته الانتخابى. فإذا كان إجمالى من يبحث عنهم 20 مليون مواطن. فعليه أن يدفع 100 مليون جنيه ليصل إلى دماغ الـ20 مليونا.
لاتصدق أحدا يقول لك إنه لن ينفق جنيها على حملته الانتخابية. لا تصدق أن أحداً ينفق من دخله الخاص. بالتالى من حق كل مواطن أن يعرف مصدر كل جنيه سوف يلعب فى دماغه فى الفترة القادمة.
ليس سراً أن جهات كثيرة تحرص الآن على دعم مرشح يصبح هو الرئيس القادم حسب مصالح كل جهة فى الفترة المقبلة. هذه الجهات إما رجال أعمال، أو جماعات، أو دولا. ولست فى احتياج إلى ذكاء خارق لتعرف إجابة السؤال: من يمول من؟
هل يمكن أن نجد مرشحا يجمع التمويل الذى يدعمه ويعلن أنه يقدم هذا الدعم إلى خزانة الدولة أو إلى مشروع ما؟. إننا فى مصر نحتاج رئيس دولة جريئا وشجاعا وغير تقليدى فى تفكيره. يلعب بأوراق غير التى يلعب بها الجميع.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة