احتفل العالم منذ أيام قليلة باليوم العالمى للمرأة، وقد استغل بعض الكتاب العلمانيين والليبراليين الحدث، من أجل تشويه تصور الإسلاميين للمرأة، فوجدنا من يصف المرأة فى ظل الحضارة الإسلامية بأنها تعاملت كمتاع، ومنهم من وصف دورها بأنه لم يتعد دور الجوارى فى قصور الخلافة، وبالطبع أعلم أن حقد هؤلاء يدفعهم إلى ذلك، فجهلهم بحقيقة المرأة فى التصور الإسلامى، وبغضهم للفكر الإسلامى يجعلهم يزيفون الحقائق، واهمين أن ذلك من الممكن أن يؤثر فى الرأى العام.
وقد تجاهل هؤلاء أن المرأة لعبت دورا أساسيا فى تاريخ أمتنا الإسلامية بمختلف مراحله، وكانت تتصدر المشهد فى كثير من الأوقات، فالأساس فى الفكر الإسلامى، ما قاله رسولنا العظيم «النساء شقائق الرجال»، أى أنهن مثيلات الرجال فى الحقوق والواجبات، فلم يفرق الشرع الحنيف بين رجل وامرأة، ولعل خير مثال على ذلك مجتمع المدينة فى عهد الرسول- صلى الله عليه وسلم- فكان النساء يشاركن فى الحياة السياسية والقضايا العامة، ولعل بيعة النساء خير دليل على ذلك، فقد حرص النبى على مبايعة النساء له، ثم وجدنا الرسول الكريم يعلم الرجال أهمية دور المرأة، من خلال حرصه على مشاورتهن فى الأمور، خاصة أن رجاحة رؤيتهن أنقذت الأمة من مخاطر كبيرة، فها هو نبينا فى صلح الحديبية وجد بعض الصحابة يبدى ضيقه من هذا الصلح، ووصل الأمر إلى رفض البعض لهذه المعاهدة، فما كان منه إلا أنه استشار أم المؤمنين السيدة أم سلمة التى برجاحة عقلها حفظت جماعة المسلمين ووقتها الانشقاق الذى انتابتهم بعد شروط صلح الحديبية، وذلك بنصحها للرسول بقولها:
اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك.. فخرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك، نحر بيده ودعا حالقه فحلقه.. فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق لبعض، وما يدل هذا إلا على أن المرأة لعبت دورا حتى فى المعاهدات الفيصلية فى تاريخ أمتنا.
وها هى السيدة عائشة بالرغم من صغر سنها ترصد كل حركات النبى وسكناته فجعلها الله سببا فى نقل معظم أحاديث النبى وعاداته وعباداته داخل البيت وخارجه واختارها الله لكى تنقل لنا الدين وتعلم الأجيال سنة النبى، وعرفت بفقيهة الأمة، هذه نماذج مضيئة ضربت للعالم المثل والقدوة.
وجاءت الحركات الإسلامية فى العصر الحديث لتسير على نفس الدرب، فها هى جماعة الإخوان تحرص منذ تأسيسها على المشاركة الفعالة للمرأة فى مجالات العمل العام، وكسرت كثيرا من التابوهات التى اختلط فيها الجهل بالأحوطيات حول المرأة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة