إن مذبحة بورسعيد وهى كارثة قومية بكل المقايس قد أدمت قلب الوطن مع ما سبقها من كوارث وما يماثلها من مذابح، فمن مذبحة ماسبيرو وما بعدها حتى بورسعيد، قد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك مخططا لإحداث فوضى عامة وشاملة فى الوطن لا تهدف إلى إسقاط الثورة فقط، ولكن تسعى بكل ما تملك إلى إسقاط الدولة وحرق الوطن، وحتى الآن لحين إشعار آخر، فالمعلن بعد تحقيقات النيابة العامة، وبعد تشكيل ما يسمى بلجان تقصى الحقائق، أن الفاعل هو طرف ثالث، وفى قول آخر يسمى باللهو الخفى، مع أن المنوط به تحديد هذا الطرف وذلك اللهو هو جهات التحقيق، ولكن فى إطار التحليل السياسى، فهناك كثير من الأطراف التى يمكن أن تكون وراء هذه الفوضى، فالنظام الساقط وتابعوه ومديروه وكل من استفاد منه وكل من تضرر ويتضرر من النظام الحالى والقادم، كل من استولى على أراضى الدولة بملاليم وباعها بملايين الملايين، وخوفاً من الدفع أو السحب وراء الفوضى كل من لا يريد لمصر أن تعود قلباً نابضاً لمحيطها العربى، من يسعى إلى إسقاط دورها القومى والعالمى، الفوضى هى هدف كل من يريد مصر كقطعة الفلين خفيفة الوزن كبيرة الحجم تطفو ولا تسقط حتى يضمن مصالحه الاستراتيجية له ولحلفائه فى المنطقة وحتى تظل مصر صديقاً استراتيجياً وكنزاً إقليمياً لهم، بل هناك الكثير والكثير ممن لهم فى هذه الفوضى مآرب، وهنا نقول بأن هذا المشهد السياسى المتخبط والمتناقض والمهزوز الذى أوجد وساعد على إحداث هذه الفوضى، هو مسؤولية الجميع، فالجميع مسؤول والكل مدان، المجلس العسكرى الذى أخفق فى إدارة شؤون البلاد لتردده فى اتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب، حكومات ما بعد الثورة التى غاب عنها المنهج وافتقدت الخطة تاهت وسقطت فى بحار الترضيات الجماهيرية والفئوية مع عدم حصولها على إمكانية اتخاذ القرار، القوى السياسية بكل فصائلها التى توحدت على قلب رجل واحد حول مطلب إسقاط النظام فسقط مبارك فتسرعت وجرت وراء مصالحها الحزبية وأهوائها الذاتية فتشرذمت فتباينت أقوالها وتناقضت قراراتها ولم تجمع على رأى ولم تتفق على قرار، قوى الشباب بدلاً من تجمعها وتوحدها حول مطلب واحد وهو تحقيق الثورة جرت وراء نداهة الإعلام، فانقضت القوى الإسلامية على مجمل الكعكة فكان ذلك الصراع بين مشروعية البرلمان وشرعية الميدان، أما الشرطة فكان انهيارها فى جمعة الغضب 28 يناير 2011 شديداً وكارثياً، ولم نعلم بعد هل كان هذا مخططاً أم عشوائياً، الأهم أن الشرطة قد فقدت الثقة فى نفسها فى الوقت الذى فقدت فيه الجماهير الثقة فيها أيضاً فكان غياب الأمن وضياع الأمان، مما ساعد على حدوث تلك الفوضى، وعلى كل الأحوال فما حدث فى بورسعيد وغيرها لا يجعلنا نرمى المسؤولية على غيرنا، فالثورة عمل شعبى وجماهيرى ونجاحها وتحقيقها لن يكون بغير الشعب والجماهير، ولن يكون إلا بالاتفاق على خطة عمل محددة للانتهاء من المرحلة الانتقالية لتسليم السلطة فهل يمكن هذا أم سنظل نتكلم ونتكلم دون فعل أو عمل فتسقط الثورة ويضيع الوطن؟
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد فاهم
كلام سليم ومنطقي
عدد الردود 0
بواسطة:
اشرف
كفاك نفاق!
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو مريم
مكررررررر