هانى صلاح الدين

كيف نكون ثوار حق؟

الثلاثاء، 07 فبراير 2012 03:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلما مرت علينا ذكرى مولد الرسول الكريم محمد- صلى الله عليه وسلم- نجد أنفسنا فى أشد الحاجة إلى النهل من منهاجه، خاصة إذا جاءت الذكرى مع أمواج الفتن التى يعيشها الوطن الآن، وحالة الفوضى التى تضرب بلادنا وتدع الحليم حيران، وتكسو القلوب بالهموم، بسبب تردى الأحوال وعبث الفلول ومحاولاتهم المستمرة للنيل من الثورة والثوار ووأد أهدافها.

لكن لو راجعنا سيرة النبى العطرة، سنجد الحل لكل ما نعانى منه، فحالة الاضطراب السياسى التى نعانى منها الآن بسبب مخططات الفلول، عاناها المجتمع الإسلامى بسبب مخططات اليهود لتهديد الدولة الإسلامية، وذلك بالرغم من الاتفاقيات السياسية بين الطرفين المتمثلة فى وثيقة المدينة، وجاء الحسم فى مواجهة هذه المخططات نجاة للمجتمع، فحكم سعد بالقصاص من يهود خيبر وضع حدا لجرائمهم، وأنهى خطرهم، وهنا نجد أنفسنا أمام درس لابد أن نعيه، فبالحسم فى قضايا القصاص للشهداء، وتعليق المجرمين وعلى رأسهم مبارك والعادلى، فى أعواد المشانق، سيوجه ضربة قاصمة لكل الفلول وسيعلمون أنه ليس هناك أى أمل فى إحياء النظام الفاسد البائد، لكن هؤلاء المجرمين ماداموا أحياء ستستمر الذيول فى إثارة الفتن وحرق الوطن.

وإذا انتقلنا إلى السلوكيات التى لابد أن تتوفر فى الثوار، فسنجد فى سيرة الثائر الأول ضد الفساد الأخلاقى والسياسى والاجتماعى، المعصوم الرسول الكريم، المثل والقدوة فقد نجح الرسول الكريم فى الإطاحة بالفاسدين الذين استعبدوا البشر، ثم بدأ على الفور فى بناء الدولة، من خلال الاعتماد على الصحابة الذين كانوا كوكبة من الثوار على الاستبداد والفساد، وكانت الحكمة فى التعامل مع الآخر هى الوسيلة التى اقتضت تضييق الفجوة بين كل أفراد مجتمع المدينة، لذا بدأ على الفور فى لم الشمل ونبذ الفرقة وتقوية المجتمع واستيعاب الجميع حتى المخالفون فى العقيدة جعلهم شركاء الوطن وأقر حقوقهم الكاملة فى المواطنة، ولم يمس حرياتهم الشخصية ما لم تصطدم مع قيم المجتمع ولم يخن عهدهم ولم يمس آمنهم إلا بعد إعلانهم خيانة الوطن ونقض العهود، وأخيرا لم يسمح الرسول الكريم بخروج آمن لأى شخص تلوثت يده بدم الأبرياء من أبناء دولته، مهما علت مكانته فى المجتمع، وأرسى رسولنا قاعدة عادلة من خلال قوله «لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها» معلمنا أنه ليس هناك أى إنسان فوق المساءلة، والكل خاضع للقوانين التى تحكم الدولة، إنه المعلم الذى لو اتبعنا سيرته لاستقرت دولتنا وتحققت أهداف ثورتنا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة