على قهوة مشكاح جلست أسأل نفسى «بعد الثورة أيه وضع بيتنا اللى صادره الريس حنتيرة وعياله والحكمدار بحجة مخالفته للتنظيم، وعرضوه على المستثمرين».
وفجأة جلس بجانبى «درش الفيلسوف» مثقف حتتنا ومفكرها وكنت ما شفتوش بقالى سنين، وما إن رويت له مشكلتى حتى قفز وقال لى قوم بينا حل مشكلتك عنده.. قلت له «مين؟» رد وهو يسحبنى من قفايا «صديقنا الثورى الاشتراكى جمال خميس».
بعد ساعة من حوارى مع الثورى الاشتراكى «خميس» صاحب الوجه الهادئ المبتسم، رد عليا بكلمات قليلة فيها الشفا وقال لى «يا مسروق يا اخويا أنت معاك حكم محكمة من زمان برد بيتك وماكنش بيتنفذ وماكنتش تقدر تفتح بقك بسبب أصحاب المصلحة فى بيع البيت والحكمدار وعساكره، دلوقت انت تلم المساريق اللى زيك وتروحوا تاخدوا البيت بتاعك، ده حقك».
ديلى فى سنانى لميت ولاد عمى المساريق وأقاربى من كل الدرجات وكل البؤساء وجرينا بالشماريخ والشوم على بيتنا وقعدنا فيه، وبعدها بساعات قليلة حاصر الحكمدار وعساكره البيت، وبدأ يصرخ فى الميكرفون «عيب يامسروق انت وهو الفوضى دى، البلد حتخرب، لازم تعرفوا إن البلد مستهدفة وفيه طرف تالت مستنى اللحظة دى عشان يثير الفتن»، صرخت من خلال بوق كرتونى صنعه ليا المساريق الشبان حقى ومش حا فرط فيه»، رد الحكمدار قائد العسكر « طيب اسمع حنحتكم لرأى العقل والشرع، ومعايا الشيخ العلامة «هادى جلاب الديب» مسؤول الإعلام فى الجماعة هايشرح لك حقك فين ومعه ستجد كل الخير إن شاء الله».
تنفست الصعداء وقلت فى نفسى الحمد لله ضمنت حقى الناس دى مش ممكن تغضب ربنا وحترجع البيت ليا.
جلست بين الحكمدار والشيخ هادى بعد أن أخذنى بالحضن وهو يصرخ «واحشنى يا «سررق» فينك من زمان.. من غير حلفان مشتاق لقعدتك الجميلة» اندهشت لهذه العبارات الحميمية لأننى لم أره من قبل.. ما علينا شرحت له المشكلة وطالبت بعودة البيت ليا.
بعد لحظات تأمل رد الشيخ هادى قائلا: «اسمع يا مسروق، يرضيك تأكل عيالك حرام!»، رديت فوراً «لأ طبعاً» فسأل «البيت ده بناه مين؟».. رديت «جدى»، سألنى «جاب فلوسه منين!».. رديت «من عرق جبينه وتحويشة عمره وعمر المساريق وسلفة من بنك انجليزى».. وقفز واقفاً وصرخ: هنا مربط الحمار.. ربا يامسروق.. ربا يامسروق جدك بنا البيت من فلوس ربا يا مسروق ولازم تطهر نفسك وعيلتك من هذا الرجس «قلت له يعنى لما ابيعه للمستثمرين والفلوس تخش جيب الحكمدار يبقى حلال»، رد «أيوه طبعاً حتبقى كفرت عن ذنب كل عيلتك» قلت له «لكن الاشتراكى الثورى جمال خميس قال لى ده حقك ولازم يرجع لك»، وما إن ذكرت اسم الثورى الاشتراكى حتى قفز «جلاب الديب» وقال لى «ده ليبرالى، علمانى، ديمقراطى».. رديت «وماله مش وحش»، رد وقالى لى بخجل خبيث « طيب ما تعرفش انه أناركى».. وشعرت من انطباعات وجهه أنه يقصد سوءا بسمعة أمى، فقفزت ومسكت بياقة جلبابه وقلت له «إلا سيرة أم مسروق، أولع فيك وفيه».. رد بهدوء وقال «بس عشان تعرف اننا صح، اسمع كلامنا ومعنا ستجد كل الخير إن شاء الله».
وما إن أنهى جلاب الديب كلامه حتى حملنى عسكر الحكمدار إلى خارج البيت مصحوباً بالشلاليت واللعنات ورمونى بره.. قلت كعادتى «قضا أحسن من قضا».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة