ناقش الشاعر والروائى فارس خضر، رسالة الدكتوراه التى أعدها عن تاريخ المعتقدات الشعبية، ظهر اليوم الثلاثاء، وكانت بعنوان "المدن المسحورة والمعتقدات الشعبية.. دراسة ميدانية فى بعض قرى واحة الداخلة"، التى أشرف عليها الدكتور سميح شعلان، والدكتورة علياء شكرى، وشارك فى المناقشة كل من الدكتورة سعاد عثمان والدكتور إبراهيم عبد الحافظ.
وأجاز مناقشو الباحث مرور رسالته، ومنحوها درجة مرتبة الشرف الأولى، كما أوصوا بطباعتها على نفقة أكاديمية الفنون وتداولها فى الجامعات العربية والأجنبية.
حلل خضر فى رسالته طبيعة المعتقدات المتصلة بفكرة المدن المسحورة وتجلياتها فى الإبداع الشعبى بالواحات، وذلك من خلال قراءة الموروث السردى والشفاهى حول هذه المدن، كما حاول رصد الأسس المنطقية التى تجعل الجماعة الشعبية تعتقد فى وجود مدن مسحورة.
واستمد خضر معلوماته عن هذه المدن من التراث العربى المدون فى الأدبيات الجغرافية والتاريخية، وكتب الرحالة وغيرهم ممن أوردوا ذكر الواحات ومدنها المختفية.
بدأ خضر فى تتبع المعتقدات والنصوص المدونة حتى اكتشف أن هناك ثمة مدينة ذائعة الصيت فى الواحات يطلق عليها اسم "زرزورة".
جاء الفصل الأول فى دراسته يتناول فيه الإطار النظرى والمنهجى، والفصل الثانى تحدث عن الملامح العامة لمجتمعات الدراسة، أما الفصل الثالث كان بعنوان المدن المسحورة بين جغرافيا الوهم والتاريخ الميثولوجى، وتناول فيه انتقال معتقدات المدن المسحورة من الحيز الواقعى إلى الميثولوجى، ودور المأثور الجغرافى والتنوع العرقى فى ترسيخ هذه المعتقدات، أما الفصل الرابع فتناول فيه الباحث معتقدات المدن المسحورة وعناصرها، والفصل الخامس تناول فيه الرحلات الحديثة للبحث عن الواحة المفقودة، أما الفصل السادس والأخير فتناول معتقدات المدن المسحورة كما تعكسها الحكاية الشعبية.
وأوضح خضر، أن رسالته أسفرت عن 13 نتيجة أبرزها، أن المعتقدات عن المدن المسحورة محاكاة رمزية لصورة الجنة كما تقدمها الديانات السماوية، كما أكد أن المأثور الجغرافى فى الواحات الداخلة دورا فى تأكيد معتقدات المدن المسحورة، بحيث تبقى هذه المعتقدات ماثلة فى الذاكرة الشعبية من خلال الاستعادة الرمزية للقرى التى اختفت منذ أزمنة بعيدة بفعل زحف الرمال المتحركة.
وأشاد الدكتور سميح شعلان، عميد المعهد العالى للفنون الشعبية، بالبحث الذى قدمه خضر، مؤكدا أن مثل هذه الدراسات نادرة ولكنها تساعد بشكل كبير فى إنقاذ الثقافة المصرية من الابتلاع، على حد تعبيره، والعودة للجذور، قائلا: إن خضر حاول أن يبحث عن مصرية المصريين والعبرة من البحث ليست الاستمتاع بجمال الحكاية ولكن استخلاص الحكمة منها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة