من حق شعوب الربيع العربى التطلع إلى المستقبل برؤية جديدة بعد التخلص من الأنظمة السياسية الفاسدة التى عادت بنا إلى الوراء وتخلفنا عن ركب التقدم والازدهار، ولن تتحقق الأحلام المنشودة إلا بالتعاون المثمر بين الدول العربية، ولتكن البداية بإحياء مشروع المثلث الذهبى بين مصر وليبيا والسودان، حيث الكوادر البشرية وموارد النفط والمواد الخام والمسطحات المائية والأراضى الزراعية الخصبة.
لا ينقص هذا التعاون إلا وضع خطط متوسطة وطويلة الأجل بحيث تتحقق فى كل مرحلة منها نقلة تنموية لتلك الدول ولنبدأ بمد خطوط برية وسكك حديد تساعد على خلق تنمية فى مجالات البناء والصناعة والزراعة.
وفى إطار هذا التعاون يمكن إحياء مشروع قناة جونجلى بجنوب السودان التى توقف العمل بها بسبب المؤامرات التى دبرتها الدول الأجنبية لتعطيل قطار التنمية والاستفادة المتوقعة عند الانتهاء من القناة التى يصل طولها لحوالى 365 كيلو مترا وتدخر مياها كانت تضيع بلا فائدة، ويمكن أن توفر حوالى 4 مليارات متر مكعب من المياه فى مراحلها الأولى لتصل بعد ذلك إلى 7 مليارات متر مكعب تقسم مناصفة بين مصر والسودان فتزيد حصتهما من المياه وتساعد فى زيادة الرقعة الزراعية وتحقق طموحنا فى توفير المحاصيل الزراعية ليس لدول المثلث الذهبى، بل لكل الدول العربية.
العالم اليوم يتجه بكل قوة إلى التكتلات الاقتصادية والسياسية وخير مثال الاتحاد الأوروبى الذى يجمع 27 دولة أوروبية مختلفة فى الدين واللغة والتاريخ.
هذا الحلم سيفتح الآفاق للتعاون بين كافة الدول العربية للبعد عن التناحر وفتح صفحة جديدة بعيداً عن الأهواء الشخصية للحكام وتمهيد الطريق لتحقيق نهضة شاملة فى الوطن العربى من أقصاه إلى أدناه.
وفكرة التعاون بين دول الوطن العربى تدعم الدعوة إلى الاستغناء عن المعونات الأجنبية ولتكن استثمارات عربية خالصة وليست مساعدات مالية تملى علينا أجندات لا تتوافق ومصالحنا القومية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة