إلى متى يظل ميدان التحرير على وضعه المزرى الحالى، والذى لا يتناسب أبدا مع مكانته الرمزية، ليس فى مصر فقط بل فى العالم أجمع؟
بلطجية يروعون الناس ويسرقون بالإكراه فى عز الضهر.. باعة كل شىء وأى شىء، من الشاى والكشرى والأعلام والكوفيات إلى البانجو والترامادول والحشيش، ناهيك عن الدعارة العلنية، أطفال ومراهقو وبائسو الشوارع كأنهم اتفقوا على الاستيطان هناك وإعلان المكان منطقتهم المحررة، وفى النهاية أصبح الميدان الملاذ الآمن لكل أنواع الجريمة، ووجد فيه المجرمون والمسجلون خطر ومتعاطو المخدرات، الواحة الآمنة التى لا يحاسبهم فيها أحد.
طيب، ما المشكلة فى إعادة الأمور إلى نصابها واستعادة الوجه الحقيقى لميدان التحرير؟ هناك 3 مشاكل، أولها أن الميدان يضم - بالإضافة إلى من ذكرنا من النماذج السابقة - مجموعة من الشباب الثورى الذين يرون ضرورة فى استمرار اعتصامهم داخل الميدان إلى أن تتحقق مطالبهم، وهى تسليم السلطة وإنهاء حكم العسكر ومحاكمة المتورطين فى أحداث ماسبيرو ومحمد محمود وقصر العينى، وهؤلاء الثوار غير مقتنعين بإخلاء الميدان بهدف استعادته رغم أنهم أول المتضررين من الخارجين على القانون حولهم.
المشكلة الثانية تتمثل فى عزوف الشرطة والجيش عن التدخل بأى صورة فى ميدان التحرير حتى لا يتحول تدخلها إلى نوع من الاعتداء السلطوى على الثوار، فى وقت أصبحت فيه الثورة حرفة والاعتصام مهنة والاحتجاج سبوبة للحصول على تعويض.
المشكلة الثالثة هى جبن وسائل الإعلام وانتهازية كثير من القائمين عليها، فهم يتغذون على المصائب، لكنهم لا يبادرون بحملة لتصحيح القبح الذى نراه جميعا كل يوم فى التحرير ثم نتغاضى عنه أو نحمل مسؤوليته لأجهزة الأمن. متى يتدخلون؟ لو بادرت الشرطة أو الجيش لإزالة الخيام وتفريق الموجودين، عندها تسمع أعلى وأجرأ المزايدات من أناس لم يدوسوا بأقدامهم محيط التحرير فى عنفوان ثورة 25 يناير.
الخلاصة أن ميدان التحرير سيظل على ما هو عليه منطقة محررة للخارجين عن القانون وأطفال الشوارع والقوادين والطوباويين الثائرين، وعلى المتضرر اللجوء للقضاء أو الانتظار مع المنتظرين حتى اكتمال مؤسسات الدولة وانتخاب رئيس جمهورية.. ربنا يدينا ويديكم طول العمر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة