تتفق أو تختلف مع أن الإعلام هو «صناعة العصر الحالى»، فهذا لن يغير من الأمر شيئا، نحن يا سادة فى عصر الإعلام شئنا أم أبينا، ولأن العاملين فى هذه الصناعة أمثالنا لهم أن يسعدوا بهذه الحقيقة، لأنها تعنى بالضرورة فرص عمل متوالدة باستمرار، وأجورا المفترض أن تكون جيدة، ونجاحا مهنيا محط الأنظار، فعلينا أن نعترف أيضا أن النجاح فى حد ذاته هو العنصر غير المضمون فى هذه اللوحة، فصناعة الإعلام التى أصبحت «غول» الألفية الثالثة، هى صناعة بلا رحمة، قد لا يستمر عمر النجاح فيها أكثر من ساعات محدودة، بعدها يصبح فى زمن الماضى وطى النسيان، ذلك أن الابتكارات المتسارعة التى تقدمها التكنولوجيا لخدمة هذه الصناعة تكاد تجعل البقاء فى القمة هو من المستحيلات، حينها يصبح العنصر البشرى هو الرقم الفارق فى المعادلة، وهو عنصر يحتاج الكثير من الإنفاق كى يحافظ على تميزه ويحتفظ بقدرته على ملاحقة المستجدات، ويبقى الأصعب من كل ذلك.. مهارة اختيار هذا العنصر البشرى القابل للتطور والمستعد للمنافسة بلا توقف.
وفى عصر أصبح لا فارق فيه بين التليفون والتليفزيون والصحيفة وجهاز الكمبيوتر، يبقى الإعلام الإلكترونى هو الشكل العصرى الذى يستوعب كل ذلك، والمذهل عند تطويعه لتقبل الجديد، وفى سنوات قليلة جدا انتقل هذا الإعلام من الكلمة.. إلى الصورة.. إلى الفيديو، وفى أقل من ذلك أصبح سلعةً رائجة، وصناعةً مربحة، ومحرضا على الثورات، لذا فليس غريباً أن يخرج موقع «اليوم السابع» بمنتج جديد يعبر عن كل ما سبق، وهو اليوم السابع مباشر tv، والذى اتخذ عند تأسيسه أكثر من شكل، حتى وصل لما هو عليه الآن، كمنتج إعلامى جديد يقدمه الموقع الرائد إعلاميا فى المنطقة العربية، بكل ما يعنيه ذلك من تأهيل الكوادر البشرية، وتوظيف الإمكانيات التكنولوجية، وتقديم طرح جديد فى الإعلام المصرى يكون أحد أسباب دفعه للأمام فى عالم يؤمن بالإعلام أكثر من إيمانه بالهوية.
الإعلام المصرى.. هو شريك حقيقى وأساسى فى النهضة المصرية الحديثة التى نسعى إليها، فهو إما سبيل للصعود أو.. خنجر فى ظهورنا، الإعلام المصرى.. يحتاج إلى من يؤمن بدوره فى بناء مجتمع عصرى، إلى من يؤمن بأهمية تأهيل العنصر البشرى علميا وتدريبيا ومنحه ضمانات وظيفية، الإعلام المصرى.. يحتاج إلى أكثر بكثير مما يحصل عليه الآن من الإنفاق والاهتمام كى يكون قادرا على العطاء بما يليق بمصر وبما تحتاجه هى منه، وبما يليق بتاريخ هذا الإعلام نفسه الذى سبق أن قاد إعلام المنطقة العربية كلها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة