فاطمة خير

البحث عن امرأة

الخميس، 16 فبراير 2012 03:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تبدو المسألة معقدة أكثر مما هى عليه فى حقيقة الأمر؛ فرحلة البحث عن امرأة حقيقة لا تقتضى أكثر من مجرد منحها الفرصة كى تعبر عن نفسها، وتثبت ذاتها، وتسمح لروحها بالتحليق.

ولأننا فى عهدٍ «ثورى» تصبح صورة المرأة التى تقود المسيرات وتتصدر المظاهرات، وتتعرض للانتهاكات، هى الصورة المفضلة للصفحات الأولى للصحف ولأغلفة المجلات، وهى الضيف المفضل فى برامج التوك الشو، وتتباهى الأحزاب والقوى السياسية بما تضمه عضوياتها من نساء؛ ثم لا يتعدى الأمر ذلك؛ فحين تصاغ القوانين، وتوضع الخطط للبلاد، يصبح صوت المرأة فجأة.. عورة، وتصبح كائناً ناقص الأهلية، وتصبح حوائط بيتها هى العالم الوحيد المسموح لها بالتجول فيه، ويظل نوعها كأنثى هو نقطة الضعف فى كل معركة، وكأن ما خلقها الله عليه هو «بطحة على راسها» ستظل تحملها حتى الممات!

البحث عن امرأة مصرية، هو فرض عين فى هذه اللحظة الحاسمة، امرأة قادرة على المشاركة فى إعادة بناء الوطن وصياغة المستقبل، امرأة تستحق ذلك لأنها دوماً موجودة فى المسيرات والاعتصامات والمظاهرات والثورات، ولأنها تمتلك من العقل والخبرة والميراث الحضارى ما يؤهلها لذلك، امرأة هى أعمق بكثير من مجرد مادة «للىّ ذراع» الثوار والمعارضين، شرفها هو كرامة وطنها لا جسد يهان خلف ستار دعوات حمايته، وفى سبيل ذلك لابد من «تمكين» حقيقى لتوصيل صوت المرأة المصرية، وإظهارها فى وسائل الإعلام بما يليق بحقيقتها ومكانتها وبأهمية الدور الذى لابد ستلعبه فى بناء البلاد، فليكن ذلك بيدنا لنسمع أصوات نسائنا ونرسم بها مستقبلاً يليق بالجميع.

فى حفل لعرض نتاج إبداع خمسين فنانا حصلوا على منح لتدعيم أعمالهم من المجلس الثقافى البريطانى، كان هناك اثنان وعشرون امرأة مصرية مبدعة!، وقف الحضور منبهرين بإبداعاتهن وصفقوا كثيراً احتراماً لهؤلاء النساء القادمات من القاهرة والإسكندرية وصعيد مصر، وصنعن فى ثلاثة أشهر، وحسب من التفرغ، ما استطاع إثارة إعجاب الجميع وتقديرهم، فى مجالات الأدب والموسيقى والموضة والفنون البصرية والأفلام والدراما والتصميمات الهندسية!، مجرد ثلاثة أشهر من الرعاية والاهتمام مع عناية فى اختيار النساء اللاتى يستحققن ذلك؛ صنع ما يفيد الوطن!؛ ما بالنا لو أن الأمر كان أوسع من ذلك؟ لو أن المؤسسات المصرية بكياناتها الرسمية وغير الرسمية تعاملت مع نساء مصر على أنهن عقول قادرة على الإبداع لا أجساد تثير الريبة، ولو أن ذلك استمر إلى ما لانهاية، ولو أن كل فتاة مصرية تعرف أن فرصةً ما تنتظرها تحت سقف الوطن؟ فى رأيكم ماذا ستكون النتيجة؟
بالتأكيد.. ستكون رائعة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة