مجدى أحمد على

.. عن الألتراس

الأربعاء، 15 فبراير 2012 03:46 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنا أهلاوى.. أحب الكرة التى يلعبها النادى الأهلى.. طريقة لعبه وأسلوب أدائه وعلاقته بجماهيره الكبيرة.. حتى فى باقى الرياضات أجدنى متعلقا بالروح التى يلعب بها أبناؤه فقد اعتادوا أن ينتصروا، ثم تحولت هذه العادة إلى طاقة متجددة ترفض فكرة الهزيمة وترفض منطق أن يكون الأهلى ثانيا فى أى مجال للتنافس رفضا كاملا مطلقا، لكنه لا يصل إلى هستيريا التعصب المقيت أو جنون «عبادة الطواطم» الذى نراه حولنا فى كل مكان يتزايد بفعل القهر والحرمان من أبسط الحقوق فى التعبير عن الرؤى والمواقف.. أحب النادى الأهلى ولكنى لا أكف عن تأمله وملاحظة التغيرات التى تحدث له ولا مانع من انتقاد لاعبيه ومدربيه، بل الدعوة إلى إنهاء احتكار السلطة فى دوائره العليا، وإلى تطهير صفوفه من الفاسدين الذين ورثوا أسطورة النادى العريق مع امتيازاته وسفرياته وأمواله الطائلة عندما منحتهم بعض جماهيره ثقة مؤقتة يريدون تحويلها إلى توكيل دائم بالسطو على كل شىء.

ومنذ سنوات تزايدت ظاهرة الجماهير الشابة المنظمة الرافضة للمنطق القديم فى التشجيع الفردى والولاءات المؤقتة، لتتحول طاقات الغضب والرغبة فى الاندفاع نحو دفء التجمعات المتمردة على سلطة الدولة/الأب، وهى ترى فى المجتمع فراغا كبيرا يتمدد لا يملؤه حزب أو مؤسسة أو فكرة يمكن الالتفاف حولها.. طاقات شابة نبيلة لا تريد أن تغرق فى بحار المخدرات، حيث الانتحار سهل ومتاح، ولا أن تتوه فى صحراء التطرف الدينى أو العقائدى، حيث تضيق القلوب والعقول بأفكار معلبة مغلقة على تاريخ انتهاء صلاحية تجاوزه الزمن بعد أن نفر منه القلب السليم والروح السوية.

كنا نراهم على المقاهى ونحاول أن نستدرجهم للحديث فى السياسة فلا يستجيبون.. يحيطون مجالهم المحب بدرجة من الكتمان والتنظيم المحكم.. ينضمون للثوار لأن المعركة واحدة بالنسبة لهم، فهم ضد الدولة الظالمة وضد القمع الباطش وضد الوصاية بكل أنواعها التى لولا رفضهم لها ما ائتلفوا وما تحملوا فى سبيل ائتلافهم وما وصلوا فى تحديهم للسلطة الغاشمة إلى درجة الموت، إنهم لا يستمتعون بالمباريات، فهم لا يذهبون للمتعة بل لتشجيع النادى بصرف النظر عن أدائه وعن نتيجة المباراة وعما يفعله الآخرون.. لقد كانوا مع الثورة منذ اليوم الأول لأن الثورة عدو عدوهم.. المنطلقات مختلفة والأهداف ليست واحدة ولكن رفاق الطريق أثبتوا شجاعة نادرة تستعصى على الهزيمة بقدر رفضها للدخول فى نسق تنظيمى مع غيرها من القوى.. فأصل وجودها يتعلق برفض السياسة والأنساق.. كما أن طاقتهم الشابة تنفرهم من التعامل مع «عواجيز» العمل السياسى.

ولكن لا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيهم إن لم يسمعوها.

1 - إن تصور أن فكرة الانتقام الشخصى سواء من جمهور النادى المصرى أو حتى من قيادات الداخلية سوف تبرد نار الضحايا هى فكرة جديرة بالرفض الكامل والمطلق من كل صاحب عقل سليم وروح سوية.

2 - إن جر الوطن إلى حالة من الفوضى هو مؤامرة أصبحت واضحة المعالم نعلم الآن جميع أطرافها ونحن نربأ بشرفاء الألتراس الاندفاع ولو بشكل غير مقصود فى طريق حددت معالمه قوى لا تريد خيرا لهذا البلد.

3 - إن الدعوة إلى «أخذ الحق باليد» بعد أن فشلت الدولة فى إعادة الحقوق هى دعوة باطلة رغم بريق الفكرة.. والنضال من أجل استعادة دور الدولة الفاعل هو السلوك الوحيد العاقل للحصول على الحقوق فى دولة مدنية حديثة قامت الثورة من أجلها.. أعلم أن هذا الكلام صعب القبول لمن سالت دماء أبنائهم وإخوانهم.. لكن الاستسلام لفكرة القتل بالقتل والتسليم بانتهاء الدولة هى وصفة الفوضى ولمزيد من الدماء ولنزع آخر الأعمدة فى بناء نسعى جميعا إلى «لملمته» لأنه بيتنا ولأن السقف سوف ينهار على رؤوسنا جميعا.. اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة