منذ قيام ثورة 25 يناير وحتى الآن، لا يستطيع عاقل أن ينكر أن فلول النظام السابق، تسعى بكل قوة لإشعال الفتن الطائفية تارة، والعرقية تارة، والصراعات السياسية تارة أخرى، فهناك محاولات مستمرة لتمزيق الوطن وتفريق الصف، ولذلك نجد أنفسنا نخرج من كارثة لكارثة أكبر، وكان آخر هذه السلسلة جريمة بورسعيد، التى راح ضحيها العشرات من شبابنا.
وقد ترتب على هذه الجريمة آثار مازالت تلاحق إخواننا من أبناء محافظة بورسعيد، فقد تبنى بعض التجار دعوات لمقاطعة أبناء بورسعيد تجاريا، بدعوى الانتقام لشهداء مباراة الأهلى والمصرى، بل وصل الأمر إلى اعتداء البعض على كل السيارات التى تحمل لوحاتها كلمة بورسعيد، ووجدنا بعض أبناء المحافظة المجاهدة التى يشهد التاريخ لها بنضالها ودورها البطولى فى وجه الاستعمار البريطانى، والاحتلال الصهيونى، يشكون مر الشكوى من نقص السلع الأساسية الغذائية، مما اضطر القوات المسلحة لإرسال معونات فورية لتوفير احتياجات المحافظة الباسلة.
وإنى أعجب كل العجب مما يحدث لأبناء بورسعيد، فكيف وصل بنا الحال لهذه الدرجة، وكيف لشعب مصر أن يفرض حصارا على أبناء جلدتهم وإخوانهم فى الوطن، إن ما يحدث ليس من أخلاق المصريين، وظاهرة غريبة ترفضها قيمنا المصرية، وأظن أن تقرير لجنة تقصى الحقائق البرلمانية كشف عن الحقيقة فى هذه الكارثة، وأكد للجميع أن شعب بورسعيد برىء من دماء الشهداء، وأن هناك مخططا شيطانيا تورط فيه قيادات أمن بورسعيد، الذين أكد التقرير أنهم المسؤول الأول عن هذه الجريمة، وأنهم خانوا الأمانة المنوطة بهم، كما أصبح واضحا أن أصابع الفلول كانت محركة لمجريات هذا الحادث والدليل على ذلك البلطجية الذين كانوا المحرك الأول للأحداث وأشعلوا الفتن بين الألتراس الأهلاوى وجماهير المصرى، الذين تم شحنهم قبل المباراة بشكل غير طبيعى.
إن الفتن التى تتحرك كالأمواج على وطننا، تحتاج منا مواجهتها بكل حسم، وتحكيم العقل وتغليب مصلحة الوطن، حتى لا نعطى لأعداء ثورتنا فرصة لتنفيذ مخططاتهم للنيل منها، وعلينا أن نحذر من الفرقة وشق الصف، كما علينا جميعا أن نبحث عما يقرب وجهات النظر ويضيق الفجوات ويسد الثغرات، فالمرحلة الحرجة التى نمر بها تجعلنا نسعى للم الشمل وتجاوز الخلافات سواء السياسية أو الفكرية، حتى نستطيع بناء مصر الحديثة، التى تلبى احتياجات كل المصريين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة