مجدى أحمد على

عن البرلمان «1-2»

الأربعاء، 01 فبراير 2012 04:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فرق كبير بين أن ترفض أن يمثلك هذا البرلمان لأنك لا تؤمن بممارسة الديمقراطية التى أفرزته ومكنته من تمثيل الأمة وبين أن ترفضه لأنك تعرف يقينًا أن الديمقراطية ليست ممارسة آلية لمجموعة من الإجراءات تنتهى بصندوق يلقى فيه الناس بمجموعة من الأوراق.. وإلا فإن صعود هتلر لحكم ألمانيا وقيادة العالم نحو أكبر مذابح التاريخ يعتبران فعلاً ديمقراطيّا، وكذلك انتخابات الحزب الحاكم فى إيران التى يسبقها أفعال «تشخيص النظام» واستبعاد آلاف المرشحين وإلقاء بعضهم فى السجون وقتل المتظاهرين السلميين المطالبين بآليات جديدة تسبق التوجه للصندوق المقدس. كان الحزب الوطنى يضمن فى كل الانتخابات السابقة النتائج قبل أن تبدأ ولم يكن مضطرّا لتسويق البطاقات إلا فى أحوال معينة، وقد أعلن مهندس الانتخابات الأعظم أحمد عز خطته الشهيرة على صفحات الأهرام، ولم يرد عليه أحد فقد كان الجميع يعلم أن عملية «التصويت» تحديدًا فى مجتمع يعانى ما نعانيه من أمراض هى أقرب إلى لعبة يكسبها من يجيدها ويملك القوة المادية والمعنوية لإدارتها وليست أبدًا تعبيرًا عن إرادة جماهير أو أحلام شعوب، والناظر إلى شكل البرلمان وهيئته فى جلستيه السابقتين لابد أن يصدمه كوكتيل اللحى والملابس والوجوه العابسة.. وقد يظن للوهلة الأولى أنها لقطة من «اللويا جركا» فى أفغانستان، إذ لا يمكن أن تكون هذه طليعة الشعب المصرى الذى لم ينفصل أبدًا عن حضارة إنسانية وتقدم اجتماعى بل كان هذا الشعب - وبحق كما قال بيرلسكونى - دائمًا هو صانع للتاريخ.. يدفعه للأمام ويشعل شموس الحق والنور، ولا يجره أبدًا للسير عكس اتجاه التاريخ حيث الظلام فى عصور ما قبل الحضارة الإنسانية.

ولكى نتذكر «لأننا شعب سريع النسيان» ولكى نتفهم ما جرى «لأننا شعب ميال للتسامح الذى يقترب من التواطؤ» دعونا نستعرض ما حدث حتى وصلنا إلى هذا البرلمان بجلستيه التى أعطى اسما لبدايتها بأنها «سيرك المراهقين»، والثانية تستحق «التصفيق كالبكاء» لقبا لإنجازاتها الفريدة ولمزايدات أعضائها على الشارع الذى أتى بها إلى القاعة المذهبة:
1 - المجلس العسكرى يتسلم الحكم بعد تنحى المخلوع فيرجو الجماهير أن تتوجه إلى منازلها باعتباره مسؤولاً عن تنفيذ مطالب الثورة التى أتت به وكيلاً عنها، وكالة مشروطة بتحقيق المطالب التى خضبتها دماء الشهداء.

وبالمناسبة كان هذا خطأ فادحًا اعترف به الثوار وكان بداية لسلسلة من الخطايا.
2 - المجلس العسكرى لا يتصرف أبدًا كوكيل عن الثورة المصرية العظيمة التى أسقطت أعتى نظام ديكتاتورى قمعى فى التاريخ الحديث، فتركت رأس النظام فى قصره بالبحر الأحمر متمتعًا بكل حقوقه فى تهريب أموال وحماية شركائه وتدبير أموره فى الداخل والخارج، ولم يقدها إلى المحاكمة مع زبانيته وأبنائه إلا بعد ضغوط سقط فيها قتلى، وتكرر ذلك رغم فجاجته فى أفعال فضائحية كثيرة، منها استمرار زكريا عزمى يرتع فى القصور الرئاسية وعدم حل الحزب الوطنى، وعدم حل أمن الدولة وعدم القبض على القتلة فى مشاهد القتل المتعاقبة منذ موقعة الجمل، وانتهاء بأحداث مجلس الوزراء والسكوت عن فضائح الجهاز الأمنى، والشرطة العسكرية والقوات الخاصة بدءًا من انتهاك العذرية إلى السحل فى الشوارع إلى التبول على الثوار أمام الكاميرا وانتهاء بالسحل بالمدرعات بدعوى الارتباك وعدم ضبط النفس.. التجاوزات تستغرق مساحة لا تكفيها هذه السطور.. ولا تكفى لطمسها أطنان من الدعاية الداعرة والضمائر المشتراة.

رحلة طويلة فى الإعداد لمشهد البرلمان العبثى.. نستكملها الأسبوع القادم.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة