لاينكر أحد فى مصر أن القوى الثورية بمختلف ألوانها السياسية، وقعت فى أخطاء كثيرة أثرت على مسار الثورة، وأخرت الثمرات المرجوة منها للشعب العظيم، الذى ضحى بدماء أبنائه من الشهداء فى هذه الثورة العظيمة، فالنخب السياسية للأسف الشديد تورطوا فى معارك سياسية، زجت بنا فى حالة من الصراع العقيم، الذى تسبب فى إراقة دماء الأبرياء بالاتحادية، وزودت رصيد وطننا من الشهداء، وكان من أهم الأخطاء التى لابد أن نتعلم منها ونصحح مساراتها فى المستقبل هى:
> الرفض غير المبرر للحوارات الوطنية، تحت حجج مختلفة، أدت لإغلاق أبواب التقارب، وقطعت أوصال التواصل بين القوى السياسية، وضيعت الفرصة على الجميع للوصول إلى قواسم مشتركة، كان من الممكن أن تكون أرضية ينطلق منها الجميع لتوافق حتى ولو جزئيا فى أول الأمر، وعلينا أن نستوعب أن لا بديل عن الحوار، وعلى المعارضة أن تقف عند مسؤوليتها الوطنية، فى هذه المرحلة الدقيقة حتى ننقذ وطننا من كوارث اقتصادية وسياسية، فبديل الحوار دخولنا فى نفق مظلم سيتخبط فيه الجميع، وسندفع كلنا فيه فاتورة باهظة، ولن يرحم الشعب أحد.
> ومن الأخطاء التى ارتكبها البعض محاولة التغيير من خلال فرض الواقع، دون اللجوء إلى الوسائل الديمقراطية، ولعل طمع البعض من النخب فى الوصول للسلطة، أشعل الوطن وتسبب فى إراقة الدماء، لذا علينا أن نحترم فى المستقبل نتائج الصندوق، ولا يتحدث بعضنا باسم الشعب، الذى يعبر عن نفسه من خلال الخروج لصناديق الانتخابات، ومن يرد أن يغير فعليه أن يسير فى طريق الديمقراطية، فما جاء بالصندوق لا يذهب إلا بالصندوق.
> من الأخطاء التى وقعت فيها القوى السياسية أيضا، الحشد والحشد المضاد، وحالة الاستقطاب الحادة التى أدت إلى الانقسام وبث روح الكراهية بين أبناء وطننا، وعدم قبول الآخر والسعى الدائم للصدام، دون الاحتكام لصوت العقل وتغليب مصلحة الوطن.
> كما وقعت بعض القوى السياسية فى خطأ الاستقواء بالخارج، ومحاولة استعداء الغرب على النظام الإسلامى الحاكم، من خلال تخويفهم ومطالبتهم بالاستنكار لأى خطوة اتخذها د.مرسى، والدعوات الغبية لاستنفار الغرب ضد الرئيس المنتخب، والتأكيد على عدم احترام الإسلاميين للهلوكوست وغيرها من الدعوات التى لن ينساها التاريخ لأصحابها.
> ومن أخطر ما ارتكبته بعض الفصائل السياسية من أخطاء، الاستقواء بالفلول ومساعدتهم على إعادة أن إنتاج أنفسهم فى شكل ثورى، مما أتاح لهم الفرصة للانقضاض على الثورة، وسفك دماء الأبرياء بالاتحادية.
إن هذه عينة من الأخطاء التى ارتكبتها الفصائل السياسية، وعلينا جميعا أن نتعلم منها لنتفادها فى المستقبل، فليس العيب أن نقع فى الخطأ لكن العيب الاستمرار فى هذا الخطأ.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة