هانى صلاح الدين

انتهى الدرس يا «نخبة»!

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012 09:31 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كعادته أثبت الشعب المصرى أنه شعب عظيم، قادر على التمييز بين ما ينفع الوطن وما يغرقه فى أوحال الصراع، وأحرج من خلال خروجه لصناديق الاستفتاء الذى بهر به العالم، من سموا أنفسهم بالنخبة أو الصفوة، والذين دوما يجلسون بالقنوات الفضائية، يتهمون أبناء هذا الشعب بالجهل تارة، وبالأمية تارة، وبعدم النضج السياسى تارة أخرى، محاولين فرض وصاية على رجل الشارع العادى، مدعين أن البسطاء من أبناء وطننا لا يستطعيون التفريق بين الغث والسمين، بل ووصلت البجاحة ببعضهم أنه تحدث باسم هذا الشعب وحدد له الاختيارات والمسارات.

ولكن خرج الشعب إلى صناديق الانتخابات، ليصحح المسارات السياسية ويلقن هؤلاء درسا قاسيا، فبالرغم من محاولات التشويه المتعمد للدستور الجديد، من خلال الآلة الإعلامية التى واصلت ليلها بنهارها، برعاية اللوبى الإعلامى اليسارى الليبرالى، من أجل نقل مفاهيم خاطئة عن كثير من بنود الدستور، لكن هذا الشعب العظيم أرسل من خلال نتائج هذا الاستفتاء مجموعة من الرسائل الهامة، لمن يخرجون علينا بمصطلحات سياسية جديدة مثل «الأغلبية القليلة، والقلة الكثيرة»!، لم نسمع عنها إلا من هذه النخبة التائهة.. ومن أهم هذه الرسائل:
- أن فى حضرة هذا الشعب العظيم، على الكائنات الفضائية التى لا تجيد إلا الظهور فى الفضائيات، والتى توهمت أنها قادرة على تغيير هوية الوطن، أن تعلم أنها بعيدة كل البعد عن نبض الشارع المصرى، وأن الشعب يستطيع تقويم أى اعوجاج فى مسيرة العمل السياسى إذا حاولت القلة المساس بثوابت هذا المجتمع.

- أن الشعب قارد على أن يميز بين من تنطلق أجندته من الواقع والطبيعة المصرية، ومن يستقوى بأسياده فى الخارج، ويحاول إقناعهم بالتدخل من خلال دعوات عدم اعتراف الإسلاميين بـ«الهولوكوست» تارة، ومطالبة الغرب باستنكار الدستور الجديد تارة أخرى.
- لقدر رد الشعب من خلال نتائج الاستفتاء، على محاولات الانقلاب على الشرعية، المتمثلة فى مهازل الاعتداء على القصور الرئاسية، وسفك دماء الأبرياء أمام الاتحادية، وإشعال نيران الفوضى والانقسام، ونشر الفتنة فى مختلف محافظات الجمهورية، وأكد لمن يسمون أنفسهم بالنخبة وجبهة الإنقاذ، أنه متمسك بأول رئيس منتخب مدنى، وواثق بأنه قادر على قيادة سفينة الوطن فى هذه المرحلة الحرجة، وأنه لابد أن يأخذ فرصته الكاملة، دون إشغاله وإرباكه فى معارك سياسية وصراعات عقيمة.

- لقد رد الشعب من خلال نتائج هذا الاستفتاء، على استقواء بعض قوى الثورة بالفلول، والسماح لهم بإعادة إنتاج أنفسهم من جديد، فى شكل ثوار، وجاء التصويت بنعم لتفعيل المادة الخاصة بعزل قيادات الفلول لمدة 10 سنوات عن العمل السياسى، للرد على هذه الجريمة، التى لن يغفرها التاريخ لهم.

وأرى أن على القوى السياسية المعارضة الآن، أن تعترف بأخطائها وتراجع مواقفها، حتى تلتئم الجراح ونبدأ مرحلة جديدة من البناء، فإنى أرى أن الكل أصبح لديه يقين أن أى فصيل لن يقدر على إقصاء الآخرين، وأن مصر تسع الجميع، وأن الفرصة مازالت قائمة من أجل التقارب بين الجميع، وعلينا أن نرفع شعار ردده الإمام الشهيد حسن البنا: «نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة