هانى صلاح الدين

البرادعى والشريعة والبلطجة

الأحد، 23 ديسمبر 2012 09:26 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصحاب المبادئ دوما يحيون ويموتون لتطبيقها، وأيضاً لحمايتها، ولا يهدأ لهم بال إلا بالمحافظة عليها، لذلك يدفعون فاتورة مواقفهم تارة من أوقاتهم، وتارة من أموالهم، وتارة من حرياتهم، وتارة أخرى من دمائهم، وهم يجودون بأرواحهم الزكية عن طيب نفس من أجل انتصار مبادئهم.

لذا نجد أن تاريخ الإسلاميين، وعلى رأسهم الإخوان، ملىء بالتضحيات، فها هم يدفعون ثمن ثباتهم على الحق أرواحهم فى عهد عبدالناصر، كما زج بهم فى السجون فى عهد السادات، وسلبت حرياتهم بمحاكمات عسكرية ظالمة فى عهد الطاغية مبارك، كما قدموا شهداء أمثال السنانيرى والزهيرى ومسعد قطب وغيرهم.

وفى المقابل نجد أن من عاشوا ينادون بالليبرالية والعلمانية واليسارية، من الممكن أن يتنازلوا عنها إذا تعارضت المصالح مع مبادئهم، وخير دليل على ذلك ماقام به د. البرادعى الذى حذر تكرارا ومرارا من قيام دولة إسلامية، ورفض آلاف المرات الدعوات المطالبة بتطيق الشريعة، وحذر المصريين من انحيازهم للإسلامين، لأنهم يستهدفون تطبيق الشريعة، وبقدرة قادر وجدنا بالأمس القريب د. البرادعى يخالف كل مواقفه السياسية ويطالب المصريين بأن يصوتوا بـ«لا» من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية!، وبالطبع عندهم الغاية تبرر الوسيلة، والتلون السياسى جائز طالما اقتضت المصلحة ذلك، وأجد أن الأمر لا يحتاج إلى تعليق، فقد سقطت ورقة التوت عمن يرفعون شعار حقق ما تريد بأى بطريقة حتى لو ذهبت المبادئ للجحيم.
وعلى نفس المنوال وجدنا قيادات جبهة الإنقاذ، وعلى رأسهم التيار الشعبى، يرفضون أن يشاركهم مخالفوهم خاصة من الإسلاميين أماكن تظاهرهم، وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها بعد أحداث الاتحادية التى استشهد فيها 7 من الإخوان، واستخدمت التيارات الفلولية التى اختبأت فى ثوب الثوار، أعنف الأساليب وأمعنوا قتلا فى الإسلاميين، وجدنا أشاوس التيار الشعبى بالتعاون مع البلطجية، يرتكبون جرائم عنف ضد الإسلاميين فى منطقة مسجد القائد إبراهيم، أصيب بسببها العشرات، بل وصل الأمر بهم إلى الاعتداء على السيدات وإصابة الكثير منهن، متناسين أقل درجات الشهامة المصرية وسمات الرجال المصريين، بل وجدنا هؤلاء يمعنون حرقا فى أتوبيسات المتظاهرين، وسياراتهم الخاصة، ويحاولون محاصرة الشباب الإسلامى فى المسجد ليكرروا نفس الجريمة التى ارتكبت مع الشيخ المحلاوى، وذلك فى الوقت الذى كان رموز هذا التيار يتبرأون أمام الكاميرات من هذه الأحداث، فى حين وجدنا رموز التيار بالإسكندرية يشرفون على هذه العملية القذرة، بينما نجد أن زعماء التيار الإسلامى طالبوا أنصارهم بالانصراف وعدم الاشتباك مع البلطجية من باب حقن دماء المصريين.

ومن الغريب أن الشرطة التى أكدت على استخدام كل الوسائل، من أجل التصدى لأعمال العنف والبلطجة، وقفت موقفا سلبيا ولم تحرك ساكنا، بل قامت بالاعتداء على المعتدى عليهم من الإسلاميين، وذلك لتكتمل منظومة قلب الحقائق التى يعيشها الوطن، لكن أملنا بعد الاستفتاء أن تستقر الأمور، ويرحل من لا يستطيع تحمل مسؤوليته الوطنية، ويراجع قيادات المعارضة ضمائرهم الوطنية حتى نخرج من حالة التيه التى زج بنا فيها بسبب الصراع السياسى، والطمع فى الإطاحة بالشرعية التى أتت من الصندوق.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة