انطلقت رياح الربيع العربى، لكى تقتلع النظم السياسية، التى طال أمدها رغبة فى القضاء على الفساد السياسى، وحفظ كرامة المواطن والبدء فى بناء مجتمعات حديثة، يشعر فيها المواطن بآدميته وليجد له مكاناً على الأرض بعد أن همشته النظم السياسية البائدة.
لقد علا سقف الطموحات بعد نجاح تلك الثورات فى الإطاحة برموز الحكم على الرغم مما يعترى تلك المجتمعات من بعض الفوضى وعدم الاتزان ولكن ذلك شئ متوقع فى مجتمعات لم يكن لها نظم سياسية مستقرة، تتعاقب عليها الأجيال كما هو متعارف عليه فى الدول المتقدمة وما تتمتع به من استقرار سياسى داخل منظومة ثابتة فى إطار ديمقراطى، وهذا ما نطمح إلى تطبيقه فى بلادنا بعد أن هبت عليها نسائم الربيع العربى.
لقد أصبح العالم العربى معداً للتغيير وما تطمح إليه الشعوب، هو لم الشمل العربى وبدء نهضة عربية شاملة متجاوزة حدود الفرقة والتشتت الذى كثيراً ما ساعد أعداءنا فى تحقيق مآربه السياسية، ولم يكن ليحدث ما وقع من اعتداء إسرائيلى على أبناء غزة، لو أن العرب أصبح لهم صوت واحد، فلا يوجد ما يمنع الدول العربية من الاتحاد وتبنى سياسات موحدة تجاه ما يلم بالأمة العربية من أحداث ومواقف كانت ردود أفعال السياسة الخارجية العربية والدولية ستختلف إذا كانت الدول العربية على قلب رجل واحد، ولا أجد الآن أسباباً حقيقية لعرقلة توحد الصف العربى والبدء فى تنفيذ مشروعات عربية مشتركة فى شتى المجالات، تحقق أحلام وطموحات الشعوب العربية، فكل الموارد الطبيعية والبشرية متاحة، فلا ينقصنا سوى الريادة الرشيدة التى تستطيع توحيد الصف العربى لأن العالم الآن اختفت فيه النظم الفردية ولم يعد هناك صوت سوى للتكتلات السياسية والاقتصادية العملاقة.
نحن نؤيد دعم مصر لإخواننا فى فلسطين ضد العدو الصهيونى وندعو الإخوة فى فلسطين إلى إعادة بناء البيت الفلسطينى، من الداخل وتبنى أفكار وطموحات موحدة دون فرقة أو تصنيف قد يكون سبباً رئيسياً فى إضعافهم وفرقتهم، ونؤيد حق السوريين فى بناء دولة جديدة قوامها العدل والحرية، فلن تكون الأمة العربية قوية سوى بنيل شعوبها حريتها، ونطالب كافة الدول العربية بإعلان موقف موحد تجاه تعنت العدو الإسرائيلى لأنه لن يتراجع عن طغيانه وغطرسته إلا باتحاد الدول العربية داعمة للشعب الفلسطينى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة