منذ إعلان النتائج شبه النهائية للاستفتاء فى المرحلة الأولى، التى أكدت أن هناك أكثر من %57 أيدوا الدستور الجديد، وجدنا العشرات من رموز التيارات الليبرالية واليسارية يخرجون علينا من خلال الوسائل الإعلامية المختلفة، ليؤكدوا أن هذه النتائج مؤشر واضح على تراجع شعبية الإسلاميين، وأن الشعب المصرى بدأ ينقلب عليهم من خلال صناديق الانتخابات، ووصل الأمر ببعضهم أن أكدوا أن الانتخابات البرلمانية القادمة، لن يستطيع الإسلاميون حصد أكثر من %40 من المقاعد.
وأنا أرى أن هؤلاء لم يقرأوا النتائج بتفاصيلها بشكل سياسى جيد، لأنهم لو تدبروا الحقائق، لوجدوا أن التيار الإسلامى حقق نجاحاً كبيراً فى هذه المرحلة والدليل على ذلك مايلى:
> أن محافظات المرحلة الأولى كانت فيها مراكز قوى التيارات الليبرالية واليسارية خاصة القاهرة والغربية والإسكندرية والدقهلية والشرقية، وكلها محافظات ذات كثافة تصويتية عالية، وبالرغم من ذلك أخفقت هذه القوى فى حسم هذه المرحلة لصالحها.
> أن التيار الإسلامى حقق من خلال هذه النتائج تقدماً كبيراً، إذا قورنت بنتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والتى ناصر فيها بعض القوى الثورية د. مرسى ضد مرشح الفلول شفيق، وجدنا بالرغم من انحياز كل القوى الثورية غير الإسلامية لكتلة «لا»، تغير موقف التصويت فى محافظات عدة، وعلى رأسها محافظة الشرقية والتى صوتت بنسبة %54 لشفيق، وجدناها تنحاز للدستور الجديد بنسبة %66، وأيضا محافظة الدقهلية والتى صوتت فى الرئاسة بنسبة %44 لمرسى، تعدل موقفها وتصوت لصالح الدستور الجديد بنسبة %55، ومحافظة الغربية التى صوتت فى الرئاسة بنسبة %37 لمرسى، وجدناها تؤيد الدستور بنسبة %48، كما وجدنا محافظة سوهاج يرتفع تأييدها لاختيارات التيار الإسلامى من %58 فى الرئاسة إلى %79 فى استفتاء الدستور، وارتفع انحياز أبناء أسيوط للإسلاميين من %62 فى الرئاسة إلى %77 فى الاستفتاء، وكذلك الحال فى محافظة أسوان حيث ارتفاع تأييد الإسلاميين من %52 فى الرئاسة إلى %76 فى الاستفتاء، وأيضاً سيناء ارتفع فيها التأييد والانحيازات الإسلاميين من %62 فى الرئاسة إلى %78 فى الاستفتاء.
> ولا أنكر أن هذه القوى حققت تقدما فى محافظتى القاهرة والإسكندرية بمعدلات طفيفة لم تتعد نسبة %2.
إن النسب والأرقام التى ذكرتها، خير دليل على أن من يتوهم أن شعبية الإسلاميين تراجعت، لايخدع إلا نفسه، وأتمنى على إخواننا فى المعارضة أن يضعوا الأمور فى نصابها، ولا يعتمدوا على بعض وسائل الإعلام المضللة ظانين أنها من الممكن أن تخدع المصريين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة